صورة خلفاء بني العباس( 132هـ / 247هـ ) في كتب المتأخرين تأريخ الخلفاء للسيوطي أنموذجاً

الملخص

تناول هذا البحث دراسة صورة خلفاء بني العباس(132هـ - 344هـ ) من خلال كتاب تاريخ الخلفاء ،للسيوطي الذي يعد احدى الشخصيات البارزة التي ظهرت خلال القرن العاشر الهجري (الخامس عشر الميلادي ) الذي جمع بين علوم القران، والحديث النبوي ، والفقه ، والتصوف، والاصول وعلوم اللغة والأدب، والتاريخ، والتراجم والطب وغيرها من العلوم اذ احتوى الكتاب على تصويراً جلياً لخلفاء بني العباس من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتفاصيل دقيقة عن حياتهم ودورهم في بناء الدولة العباسية وقد حاول البحث بيان موقف السيوطي ــ الذي يعد احد المؤرخين المتأخرين ــ من الخلفاء العباسيين من خلال ما رسم من صورة عن العباسيين وتبين من خلال سرد للروايات التاريخية الخاصة بتاريخ خلفاء بني العباس (132هـ - 344هـ ) أن السيوطي كان لا ينتقد الروايات ولا يحللها أو يعلق عليها , ويكتفي بنقلها من رواتها ولا يقوم بتحليل الروايات التاريخية المنقول ليتأكد من مدى صحتها إذ أن السيوطي لم يكلف نفسه عناء البحث وتحري الروايات التاريخية التي رواها عن خلفاء بني العباس فلم نجد له تعليق خاص عن الصور التي ذكرها والتي كانت في كثير من الاحيان متناقضة ، وقد جاء البحث في مقدمة وثمان عنوانات اتبعتها بالخاتمة وجرد للمصادر والمراجع الثانوية وقد تناولت فيه بعد المقدمة التعريف باسمه وكنيته وحياته ومن ثم الصور التي رسمها في شغف خلفاء بني العباس وانغماسهم باللهو واللعب و التنافس والصراع على الملك واستخدامهم سفك الدماء وسيلة للوصول الى السلطة وما قدمة من صور متناقضة عن أولئك الخلفاء ،وقدم السيوطي صورة متناقضة عن خلفاء بني العباس فهو يصور اللهو والعب والبذخ والاسراف والليالي الحمراء التي كان يعيشها خلفاء بني العباس ،ثم يقدم صورة يصف فيها خلفاء بني العباس بالتقوى والايمان والسير على نهج الصالحين ومنهم من احياء السنة، كما قدم السيوطي صورا متكاملة عن الصراع والتنافس والتناحر بين أبناء البيت العباسي فقد اخذة هذه الصور هامشاً كبيراً من كتاب تاريخ الخلفاء والتي اعتبرت نهجاً للسياسة العباسية التي سار عليها خلفاء بني العباس ومنذ وقت مبكر من تأسيس دولتهم في مسألة من يصل الى سدة الحكم.