الاتجاه البنيوي في نظرية الرواية

الملخص

تكشف هذه الدراسة عن الاتجاه البنيوي في نظرية الرواية، وذلك بالوقوف على المرحلة الزمنية التي انبثقت منها البنيوية والتي تمثلت في مرحلة الحداثة، ففي هذه المرحلة بدأت الكثير من القضايا تأخذ مسار أخر، فقد شهدت هذه المرحلة محاولة انتاج تغيرات وتحولات في كل الحقول ومن هذه الحقول نظرية الرواية، وقد كانت مرحلة خصبة في تاريخ الرواية إذ استهل فيها كتاب الرواية عصرا جديدا من الكتابة السردية بشكل عام، فالمناهج التي ظهرت ما قبل الحداثة (التاريخي، والنفسي، الاجتماعي) ركزت على المنشئ والسياقات المحيطة بالنص وأهملت النص، في مرحلة الحداثة كان الانطلاق من النص خلافا للمرحلة التي سبقت الحداثة، وايضاً الوقوف على أهم القوانين التي قامت عليها الرواية في تلك الحقبة، ومن اهم هذه القوانين التأكيد على المنظور الشخصي فقد أصبح التركيز على الوعي الشخصي لعقل الفرد أحد الملامح التي تحدد حداثة الرواية فالوعي بالذات الموضوع الرئيسي فيها والتوجه نحو أعماق الوعي الذي توج بالخصيصة الأكثر أهمية والتي تصف الأسلوب الروائي الحديث (تيار الوعي) وايضاً تقصير اهتمامها على وجهات نظر محدودة غير كاملة وتصادفية ،والانطلاق من النص والتركيز كثيرا على اللغة والاهتمام بشكل النص الجمالي، والتركيز على دراسة البنية الداخلية للنص، وكل هذه القوانين انطلقت من شيء اساسي هو الواقعية الجديدة، وأيضاً يتوقف البحث عند اهم النقاد الذين اسسو لهذا الاتجاه، وكذلك تحديد أهم الإجراءات البنيوية في النقد الروائي وذلك بالوقوف على عدد من القضايا السردية ومنها الاهتمام بعنصر (الزمن) وكان بداية الاهتمام به على يد الشكلانيين الروس ،و(المنظور السردي) فقد تميز الاختلاف البنيوي حول المنظور السردي إلى جانب التباين في طريقة معالجته بكثرة المصطلحات التي أطلقت عليه ومنها: الرؤية، وجهة النظر، التبئير، والبؤرة السردية، وحصر المجال وغيرها، و(المكان) و(الوصف) و(الشخصية).