دور آل جعفر بن أبي طالب في العلوم الدينية

الملخص

يرجع نسب آل جعفر بن أبي طالب إلى جدهم: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الذي يمتد نسبه إلى نزار بن معد بن عدنان، أي أن نسب هذه الأسرة يرجع إلى العدنانية المضرية، وهم عرب الشمال أي: الحجاز، من أصول عربية أصيلة.ترجع مكانة آل جعفر بن أبي طالب المتميزة في قبيلة قريش، وفي بني هاشم على وجه الخصوص، إلى انتمائهم وانحدارهم من أبيهم أبي طالب، الذي أنجب خيرة الأبناء، وهم: جعفر وعقيل وعلي (ع) وطالب، فضلاً عن عدد من البنات، وصار هذا الفرع يُعرف بــ: الطالبيين، الذين قدموا التضحيات الكثيرة؛ دفاعاً عن الإسلام وجهاد أعدائه، في مقدمتهم : جعفر بن أبي طالب (رض) شهيد معركة مؤتة سنة 8هــ/629م، فضلاً عن تضحيات أخويه: عقيل والإمام علي (ع).كان لآل جعفر بن أبي طالب دور مهم وبارز في الحياة الفكرية والعلمية، متمثلاً بدورهم في العلوم الدينية، وابرزها: تفسير القرآن الكريم، فكان لجعفر بن أبي طالب دور مهم وفعال في هذا المجال، متمثلاً بحمل القرآن الكريم إلى أرض الحبشة عند هجرته إليها، فكان حافظاً ومفسراً للقرآن الكريم، تلاهُ أمام النجاشي ملك الحبشة، حتى نجح في إقناعه بالوقوف إلى جانب المسلمين المهاجرين، وفهم رسالة الإسلام التي حملها الرسول الأعظم محمد بن عبدالله (ص)، فوقف النجاشي إلى جانب المسلمين، رافضاً مطالب مشركي قريش بطرد المسلمين من أرض الحبشة، فكان جعفر يتمتع بمقدرات بلاغية وقوة تعبير ورصانة متميزة، مما جعله مؤهلاً لقراءة القرآن الكريم وتفسيره، كما برز في تفسير القرآن من آل جعفر بن أبي طالب: أبو الحسن محمد بن يعقوب بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وهو أحد أحفاد جعفر الطيار، من البيت العلوي هذا.برز من آل جعفر بن أبي طالب (رض) عدة شخصيات في رواية الحديث النبوي الشريف؛ لأن معظم أهل البيت تربوا تربية دينية على يد مؤسس مدرسة اهل البيت، وهو رسول الله (ص)، ومن بعده الإمام علي (ع) مع أولاده أجمعين.وهنالك مجالات علمية أخرى كان لآل جعفر بن أبي طالب إسهامات فيها، منها: الوصايا، الروايات التاريخية، الاحتجاج، أي المناظرات مع حكام بني أمية وقادتهم المقربين إليهم، مما يؤكد أنهم تركوا بصمات واضحة في المجال الفكري والعلمي عموماً، وفي العلوم الدينية خصوصاً.