العلاقات السياسية والثقافية السودانية - الصومالية 1924- 1982

الملخص

ازدادت الاهمية الاستراتيجية لـ السودان و الصومال بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 مما جعل البلدين محل اطماع الدول الاستعمارية في مختلف المراحل التاريخية , اذ ارتبط السودان بالصومال ثقافيا واجتماعيا وتاريخيا كما وتجمعهما قواسم جغرافية مشتركة حيث يطل البلدان على المحيط الهندي والبحر الاحمر وهذا ما جعل البلدين ذو اهمية عالية في الخريطة العالمية, كما يجمع البلدين علاقات نضالية وبطولية مشتركة ابان سعي القارة الافريقية للاستقلال ودحر الاستعمار . ويعد السودان من بين الدول السباقة في تكوين علاقات قوية مع الصومال ما ادى الى تمتين اواصر العلاقة والتعاون بين البلدين , التي شهدت تقاربا الى حد كبير , فالسودان في تاريخه الحافل بالتضحيات والانجازات شكل رافدا معرفيا كبيرا للصومال , كما شمل التقارب والتشابه جميع نواحي الحياة من ادب وفكر وفن وتعليم , اذ يربط الدولتين تاريخ مشترك وتداخل انساني وثقافي , كما يعد السودان من ابرز المناصرين لاستقرار ووحدة وامن الصومال , كما يرتبط السودان بالصومال دينيا من اجل اقامة العدل ودحر المحتل واستعادة وتحرير الصومال من ايدي المستعمر مما يدل على التفاعل والمشاركة الفعلية في وحدة النضال من خلال الاحداث التاريخية للبلدين ومن خلال استفادة قادة المقاومة الصومالية لامور مهمة منها ,التكتيك العسكري والقيادة الميدانية وادارة المعارك لمقاومة الاحتلال من خلال تأثرهم بالحركة الصوفية التجديدية في السودان . كما كان للعلاقات السياسية السودانية – الصومالية دورا كبيرا خصوصا لما حدث في منطقة القرن الافريقي , اذ شكلت القضايا الحدودية بين الصومال واريتيريا والسودان واثيوبيا وقضية جنوب السودان مسائل مشتركة بين دول منطقة القرن الافريقي من خلال تبيان جذور ودوافع الخلافات ما بين هذه البلدان , ولكي يتمكن السودان من اداء دوره الايجابي في منطقة القرن الافريقي وتجاه الصومال فلابد له من حل مشاكله الداخلية وبالذات مشكلة الجنوب وعكس ذلك فأن دور السودان يبقى دورا هامشيا وغير مؤثراً في السياسة الخارجية .