الفنون الشعرية المطورة والمستحدثة عند شعراء الحلة في العصر الوسيط
الكلمات المفتاحية:
دراسات انسانية، تاريخ، شعر، الحلةالملخص
الحمد لله حمداً بلا منتهى ، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى ، وعلى اله أعلام الهدى ، وعلى أصحابه الغر النجبا .وبعد : فإن الحلة مدينةُ علم وأدب وفكر، وهي من أكثر مدن العراق شهرةً بكثرة شعرائها وعلمائها ، اتجهت إليها الأنظار منذ تأسيسها على يد بني مزيد سنة (495 هـ ) ، وأذاع صيتها أكثر بعد احتلال بغداد سنة (656 هـ)، حيث لم يصلها الغزو ، ولم يدمرها الخراب الذي حل بسواها من مدن العراق التي اجتاحها المغول ، لذلك اتسمت أوضاعها باستقرار نسبي ، مثل فرقاً واضحاً عن المدن الأخرى ، الأمر الذي جعل منها تزخر بالشعراء والأدباء والعلماء ، ولان الشعر في الحلة قد لاقى استحسان الباحثين ، فكتبوا فيه الكثير إلا أن الفنون الشعرية المطورة والمستحدثة ، لم تجد عناية مباشرة تغطي المساحة التي شغلتها تلك المضامين ، لذا جاء هذا البحث ليكشف عن ألوان النظم في مرحلة مهمة وهي مرحلة العصر الوسيط الممتد من سنة (656 هـ) إلى سنة (1335 هـ) ويقف عند الفنون الشعرية المطورة والمستحدثة ، فأمَّا ما يتعلَّقُ بالفنون الشعريَّة المُطوَّرة فإنَّ الشعراءَ لم يكتفوا في هذه المرحلة بتقليد ومُحاكاة الشعراء السالفين لعصرِهم والتقيّد بأساليبهم ومعانيهم وأشكالهم الشعريَّة، وانتهاج نهجهم وسلك طريقهم والنسج على منوالهم، وإنَّما حاولوا أنْ يتجاوزوا التقليدَ الأعمى وسَعوا إلى أنْ يُطوِّروا من نظمهم ويُضيفوا إليهِ ما استَجَدَّ في عصرِهم من معاني وأفكار وأشكالٍ وأساليبَ جديدة، فرضتها ظروفُ حياتِهم الجديدة وأوجَدتها أوضاعُ معيشتهم الراهنة وأملَتْها عليهم دواعي عصرِهم ومُتطلَّباته وضروراته، واقتَضَتْها شِرعةُ التطوُّر والتجديد، وقد تمثَّلتْ هذه الفنونُ الشعريَّةُ بـ(التاريخ الشعري، والمُوشَّح، والزجل، وشعر الفكاهة، والألغاز)، أمَّا ما يخصُّ الفنون الشعريَّة المُستحدثة فقد كانَ للحياةِ الجديدة وتطوُّراتها في العصر الوسيط الأثرُ البالغ في شيوعها وانتشارها في الأوساط الأدبيَّة، تلك الحياة التي اختلَطتْ فيها أجناسٌ بشريَّةٌ عديدةٌ وضمَّتْ شعوبًا كثيرةً، وامتَزَجَتْ فيها عادات وتقاليد وطبائع متنوّعة وظهرتْ فيها ثقافاتٌ متلوِّنة وأفكار مختلفة، واستَجَدَّتْ فيها ظروف ومعطيات، أدَّتْ بدورها إلى إفراز تلك الفنون التي اعتَمَدَ معظمُها على مخالفة اللغة العربيَّة الفصحى وعدم التقيُّد بقواعدها الرصينة واستخدام الألفاظ العامّية والدخيلة بشكلٍ واسعٍ والخروج على البحور والأوزان الشعريَّة المعروفة والمتداولة في كلِّ عصور الأدب العربي السالفة، وعدم الالتزام بقوالبها وقوانينها، وقد تمثَّلتْ تلك الفنون بـ(القوما والمواليا والبند والكان وكان والدوبيت).التنزيلات
منشور
2022-11-28
إصدار
القسم
Articles