أسلوبية التعبير بالجملة الإنشائية في شعر أبي زبيد الطائي (ت بعد40ه)

الملخص

بعد أنْ بات التعرُّضُ للمتونِ التراثية مهمةً لا تستهوي الباحثين ـــ لما لتلك النصوص من خصوصية ــــ إمَّا لسبب غرابة لغتها وتعقيد معانيها وغموضِ مقاصدِها، أو لأنَّها لم تعد تنسجم مع مزاج العصر ولا تعبِّر عن روحه، ولم يبقَ بينها وبين ما يشعرُ به الإنسانُ اليَوْمَ إلَّا ما بقیت تحتفظُ به تلك المتونُ من قواسم مشتركة بين مبدعيها وبيننا، إذ تتمثل تلك القواسِمُ بعبارتها عن المشاعرِ والرَّغباتِ والمخاوفِ والقلق... وكل ما يشغلُ فكرَ الإنسانِ، ويُمثلُ اهتماماتِه وتطلعاتِه العامةَ. ومن هنا حاولنا أنْ نجد طريقًا تلتمسُ به مقاربةَ أحدِ تلك المتون (التراثية) إيمانًا منا بأنَّ هذا اللون من المواجهة سيُسهم في تسليط الضوء على عينة من التراث الشعري العربي القديم، وهو البحث في (شعر أبي زبيد الطائي)، الشاعر المخضرم ابنُ البادية والصحراء، المُتَجَذِّر في طبيعةِ لُغتِه جفافُهما وخشونَتُهما، مع احتفاظ تلك اللغة بأسباب شعريتها إيقاعًا وتركيبًا وطرافةَ صورةٍ، وتنوع موضوعٍ.

وسنقف في هذا البحث عند أسلوبية التعبير بالجملة الانشائية، لنبين خصائص استعمال تلك الجملة في (شعر أبي زبيد الطائي) وعلى ذلك سنتعقب استعمالات أبي زبيد الطائي لأساليب (الأمر، والاستفهام، والنداء، والتمني)، بوصفها خيارات أسلوبية ذات خصائص معينة، تؤدي وظائف دلالية في بنية نسيجه الشعري.