مقومات التعايش السلمي من منظور القرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
المقومات, التعایش السلمي, القرآن الکریمالملخص
یعدّ التعایش سلوکاً أخلاقياً قيماً, وفعلاً حضارياً راقياً لتحقیق المواطنة الجدیدة في زمن العولمة, والقرآن الكريم واضح في دعواه للسلم وعدم التحريض على العنف والدعوة إلى التعايش السلمي, کما يدعو وفق أخلاقياته وسموّ نظرياته إلى معايشة الأديان الأخرى والتساكن معها مهما اختلفت, لأن هذا الاختلاف بين الناس أمر حتمي قضى به خالق الناس لحكمة يعلمها هو تعالی, فهناک مقومات یقوم علیها التعایش السلمي بین الناس من منظور القرآن الکريم, فهذه الدراسة تهدف الی استنباط هذه المقومات من النص الشریف حسب المنهج الاستقرائي التحليلي. ومن أهم مقومات التعایش التي توصلت الیه الدراسة هي: الکرامة الإنسانية, سنة الاختلاف أو التعددیة, الاعتراف بالآخر أو التعارف. کما أن المفاهيم الأخلاقية من المرتکزات والمقومات الأساسية التي یؤکد القرآن علیها کالعدل والمساواة, والعفو(التسامح) والوفاء بالعهود.
إنّ هناک مقومات یقوم علیها التعایش السلمي في القرآن الکریم, وهذه المقومات تتماشى وتتماهى مع إنسانية الإنسان في ذاته ومع مجتمعه. وإنّما هي باقية, لأنها توافق الفطر النقية والعقول السليمة ؛كما أنها تمثل هوية الإنسان في ذاته وتشاركاته. إنّ التکريم هو من أهم مقومات التعایش في القرآن الکریم, فالله سبحانه وتعالی كرّم الإنسان وأودعه نزعتان: نزعة فردية ليجلب لنفسه الخير ويدفع عنها الشر، وتحقق من ذاته، ونزعة اجتماعية ليتعايش مع الآخر.