عناصر السرد وأثرها في الكتابة النثرية عندَ الجواهريّ قصيدة (قارعة الطريق أنموذجاً)
الكلمات المفتاحية:
الجماليات، النثر العربي، النثر الفني، الجواهريالملخص
عناصر السرد وأثرها في الكتابة النثرية عبارة عن موضوع يتطرق إلى كيفية استخدام الجواهري، شاعر العراق الكبير، للعناصر السردية في نصوصه النثرية وخاصةً في قصيدته المعروفة "قارعة الطريق". الجواهري، الذي يُعتبر واحداً من أهم شعراء العرب في القرن العشرين، قد استطاع استخدام عناصر السرد ببراعة لتعزيز تأثير نصوصه الأدبية وإيصال رسائل معقدة ومتعددة الأبعاد إلى القارئ.
السرد في أعمال الجواهري يتميز بالعمق والغنى، حيث يدمج بين الواقع والخيال، المعاني العميقة والصور البلاغية الرائعة. يُظهر أسلوبه السردي مزيجاً فريداً من الشعر والنثر، يجمع بين الإيجاز والتفصيل، العاطفة والعقل، ما يعني استخدامه لعناصر السرد لتعزيز الكتابة النثرية.
"قارعة الطريق" ليست مجرد قصيدة، بل هي سفر ينقل القارئ إلى مشاهد مختلفة يُبرز من خلالها الجواهري مهارته في السرد وتشكيل الصور الذهنية. في هذه القصيدة، يستخدم الجواهري عناصر السرد مثل الشخصيات، الحوار، الإعداد، وتطور الأحداث لرسم صورة زاهية عن الواقع والتحديات التي يواجهها الأفراد.
الشخصيات في أعمال الجواهري ليست مجرد عناصر ثابتة، بل هي أصوات تعبر عن عمق التجربة الإنسانية، متقلبة بين الأمل واليأس، وتعكس عبر تفاعلها المختلف التحولات والمشهديات الاجتماعية والسياسية. الحوار، من جانبه، يؤدي دوراً مهماً في إبراز الأفكار والمشاعر، وهو يعبر عن عمق الشخصيات وتنوعها.
الإعداد في السرد الجواهري يعمل كخلفية تاريخية واجتماعية تعيش فيها الشخصيات وتُعبر عن نضالها، أحلامها، ومعتقداتها. هذا العمق في الإعداد يسمح للقارئ بالتغلغل في أعماق القصيدة واستشعار أبعادها الزمانية والمكانية.
تطور الأحداث يكون واضحاً في "قارعة الطريق" حيث تتكشف القصة خطوة بخطوة لتعكس التحولات العميقة في حياة الشخصيات والمجتمع. الجواهري يستخدم التوتر والذروة للإشارة إلى النقاط الحرجة التي تعكس لحظات التحول والتغيير. تشكل الشخصية أحد عناصر الكتابة النثرية فهي تمثل دعامة العمل الروائي، وركيزة هامة لضمان حركة النظام العلائقي داخل الرواية، ويعتبر البعض أن فن الرواية هو فن الشخصية، فالحديث عن المكان يتبادر الى ذهننا مباشرة كلمة الزمان فكل واحد منهما يكمل الأخر وكأن الثاني يكمل الأول والأول يكمل الثاني، ومن خلال ذلك يمكن القول بأن كل من الشخصية المكان والزمان في النص الروائي يمثلان أهمية كبيرة في الخطاب النص الروائي الذي يقوم على العنصر الحكائي السردي، حيث يستطيع الشاعر من خلاله تقديم النص الروائي للقارئ محدد بمكان وزمان معين حيث أن المكان في الرواة يعد بمثابة، كما يتميز شعر الجواهري مدي قدرة الشاعر على قدرته على استحضار المتلقي، والتواصل معه باختلاف الزمان، والمكان، فهو نص حي مستمر الحياة، والبقاء، وهذه ميزة النثر الرصين، حيث ارتبطت الشخصيات الروائية ارتباطا وثيقا بالأمكنة، حيث عكست لنا مظاهر تاريخية وثقافية وحضارية تبعا للتأثير المتبادل بين الشخصية والمكان الذي تعيش فيه.
في النهاية، قصيدة "قارعة الطريق" تُعد نموذجاً مثالياً لفهم كيف أن الجواهري استثمر عناصر السرد لتعزيز تأثير الكتابة النثرية. إنها تعطينا رؤيته عن النضال، الحياة، والأمل من خلال استخدامه الدقيق والمعبر للغة.