التوجه الامني للمملكة العربية السعودية اثناء حرب الخليج الثانية (1990-1991)
الكلمات المفتاحية:
حرب الخليج الثانية ، امن الخليج ، احتلال الكويت ، التسلح السعودي ، اتفاق دمشقالملخص
ساهم الاحتلال العراقي للكويت في آب 1990 في إحداث ازمة سياسية نتج عنها سلسلة من التداعيات في المنطقة ، ادت الى عدة تغييرات في السياسة المحلية والاقليمية بل وحتى الدولية تجاه منطقة الخليج العربي ، بعدما اثبتت احداث الاحتلال ضعف المنظومة الامنية الخليجية المتمثلة بالتحالف العسكري الخليجي بما عرف بقوات درع الجزيرة الذي تأسس كنتيجة عسكرية لتكوين مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981 وعلى الرغم من اجراءات التسليح والتدريب ومشاريع المناورات العسكرية وكثرة اجتماعات رؤساء اركان ووزراء دفاع دول مجلس التعاون لتنظيم الدفاع عن المنطقة ضد اي هجوم محتمل ، الا ان ظروف الاحتلال اثبتت فشل تلك المؤسسة العسكرية واظهرت حاجتها للدعم العسكري الغربي وفتح الباب للوجود العسكري الامريكي بشكل علني وصريح وبالتالي ايجاد صيغة جديدة لمفهوم امن الخليج تختلف بشكل تام عن المفهوم السابق الذي طغى على المنطقة منذ عام 1968 وظهور مبدأ نيكسون ، ليتحول العراق الى الخطر الاول الذي يهدد المنطقة وضرورة العمل لتحجيمه .
ظهرت التحولات الامنية للمملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج الثانية متمثلة بعدة اتجاهات انهاء الاحتلال العراقي للكويت وتدمير القوة العسكرية العراقية والعمل على تطوير نظام التسلح السعودي عن طريق ايجاد نوع من التكتلات الاقليمية او العربية وعقد صفقات جديدة للتسلح وتنويع مصادره ، مما يعزز بالتالي المكانة السعودية في المنطقة والتي استطاعت فرض وجودها على دول الخليج الحديثة.
ان جميع التطورات السابقة ساهمت في التكوين الجديد للرؤية الامنية والسياسية السعودية القائم على اساس العمل على ايجاد سياسة تربط الاستراتيجية السعودية بالرؤية الامنية الامريكية تجاه دول المنطقة ، مما كان له اثر واضح على زيادة الهيمنة السعودية في الخليج العربي .