التطرف في شعر الحماسة

الملخص

        بسبب البيئة الصحراوية , وقلة الموارد شاع في الجزيرة العربية ثقافة الغزوات , والسلب والنهب , مما أشاع حالة من الاحتقان ، وكان الشاعر يمجّد ببطولاته , ويفخر بنفسه ؛ مما جعله في كثير من الأحيان يتطرف في وصفه للقتل والدماء لغرض إرهاب أعدائه من جهة , وكونه لسان حال القبيلة من جهة أخرى ، يمجدها ويذكر مآثرها للناس ، وكان الشاعر يجد نفسه جزءاً من هذه القبيلة التي يفخر بها ويذكر بطولاتها , فحينما يمجد القبيلة فإنه يمجد نفسه ؛ لإنه قد تماهى في القبيلة , مما جعله جزءاً منها , وبالتالي عمل الشاعر في تلك الفترة باتجاهين : الأول هو إشاعة ثقافة الدم في المجتمع , فكلما كانت أشعاره تصور الدم والعنف كلما كانت أنجع في إرهاب أعداءه , والإتجاه الثاني هو إذكاء نار الضغينة والثأر بين القبائل مما جعل النزاعات تطول لسنين بل لعقود , فلم يكن الشاعر داعية سلام ؛ بل كان داعية حرب .