الإبداع الحضاري للمسلمين في الأندلس خلال القرن الرابع الهجري

الملخص

تميزت الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس بجوانب عديدة من الابداع في مختلف المجالات الحضارية الفكرية منها ، والعلمية بلغت أوجها وتوهجها على عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر ، فكان لها الأثر الكبير بما قدمته على الحضارة الأوربية ، بعد ان عمد الأوربيون الى نقل الابداعات الحضارية للمسلمين وتطويرها ، كما شهدت نجاح غير المسلمين في الابداع الذي شهدته الاندلس ، فقد تطورت لغتهم وأدبهم وغزارة انتاجهم الفكري بشكل غير مسبوق ، بفضل سياسة التسامح والعدل الذي ساد اجواء الاندلس في ظل الحكم الاسلامي . كانت الحضارة الاسلامية في الاندلس مزيجا من الحضارات في المشرق والمغرب ، فاستثمروا ما أنتجته الحضارات التي سبقتهم فعمدوا على تطويرها حتى غلب عليها الطابع الاندلسي ، وكثيرا من ابداعاتهم كانت من عجائب الدنيا آنذاك ، وما زال لبعضها لغزا يبهر الناضرين في المجال العمراني . ساهمت المرأة الاندلسية مع الرجل في رقي وتطور الحضارة الاسلامية هناك ، فكان لها دوراً بارزا ظهر واضحا وجليا على صفحات التاريخ الحضاري الاندلسي ، ونبغن منهن الأديبات ، برهن ذلك على ما أدركته المرأة في الاندلس من الاستقلال بشخصيتها والاعتماد على النفس ، ومزاحمة الرجال في مختلف المجالات الادبية ، فضلا عن اسهامهن في العلوم الاخرى كالطب والهندسة . وبرزت مسألة التلاقح الفكري الذي كان من أهم ما أضفى على الحياة الأندلسية طابع التداخل بين أبناء المجتمع، فرسم ملامح ثقافة تمتزج فيها الابداع المشرقي بالمغربي علاوة على ذلك فقد كان للثقافة الإسلامية وما فيها من تسامح ديني الأثر الأبرز في بقاء المجتمع الأندلسي زاخرًا بالأمان والطمأنينة، ليكون بيئة خصبة للإبداع على شتى المجالات مما جعله محط أنظار الأوربيين الذين اتخذوا منه مكانًا لابتعاث من يرغب بالتعلم والتزود بالمعرفة.