مكونات الخطاب الروائي في (حدائق الرئيس)لمحسن الرملي
الكلمات المفتاحية:
التقنيات السردية, الشخصية, الحدث, الزمان, المكانالملخص
تنماز رواية حدائق الرئيس لمحسن الرملي بقدرتها العالية على ملامسة الواقع، عبر تسليط الضوء على أبرز القضايا الإنسانية والسياسية والاجتماعية في المجتمع العراقي، فأصبحت وثيقة سياسية واجتماعية . تنقل ما يدور في الأروقة قصور النظام بطريقة فنية، تجعلها قريبة من الحقائق بشكل فني يحاول تخريف وتحريف الواقع. ليتهيأ للمتلقي الممازجة بين الواقع والخيال، ونجدها قد حققت هذا التداخل بين ما جرى فعلا، وما حاول الروائي نقله بطريقة فنية تجعل المتلقي يتوهم بين الحقيقة والخيال، ومن العنونة خلق الروائي هذا الوهم، فالحدائق مكان الزهور والورود، ولكن نجدها مكاناً لدفن الأجساد التي عذبت أبشع تعذيب قبل دفنها. ونجد الروائي يوهم المتلقي بطرحه عنوان الرواية حدائق الرئيس ثم بعد ذلك يبين العكس، وتناولت الدراسة أبرز التقنيات السردية من السرد، والشخصية، والحدث، والزمكان. تعكف الدراسة على استيضاح طريقة استعمال الروائي لهذه التقنيات واجادته فيها، فنجده قد استعمل أنواعاً مختلفة من السرد والشخصيات النامية والمسطحة، وكذلك استعمل في الزمن الاسترجاع والحذف والتخليص وفي المكان المعادي والأليف. ثم بين أهم نتائج الدراسة . يسعى الروائي محسن الرملي في (حدائق الرئيس )على خلق نص سردي يحمل حساً عالياً لما يعانيه المجتمع العراقي من مشاكل مختلفة واهتمام ملحوظ في معاناة المجتمع التي تجسدت في سلوكياته عقب انهيار النظام في العام 2003م، وتعكس تلك السلوكيات التغيرات المجتمعية الحاصلة في بنيته، وما برز من مظاهر مجتمعية جديدة غير متعارف عليها في المجتمع من القتل، والنهب ، والسلب، وطائفية لم تكن معروفة في أوساط المجتمع العراقي بوصفه يضم مختلف الطوائف، والمذاهب، والقوميات ، ولم تمنع تلك الفسيفساء في نسيجه الاجتماعي من التعايش السلمي على طول تاريخه الكبير, إلا إن ما حصل بعد سقوط النظام هو أمر جديد غير مستساغ لدى أبناء المجتمع ، فبرزت ظواهر القتل والخطف، والنهب، والسلب، وانتشار الميليشيات، والمتشددين الذين حاولوا تفكيك نسيج المجتمع، وتمزيق وحدته الوطنية. ومن تلك المظاهر التي اعتاد العراقيون مشاهدتها تبدأ أحداث رواية (حدائق الرئيس).((في بلد لا موز فيه استيقظت القرية على تسع صناديق موز، في كل واحد منها رأس مقطوع، لأحد أبنائها ومع كل رأس بطاقته الشخصية ،التي تدل عليه ،لأن بعض الوجوه تشوهت تماماً، بفعل التعذيب سابقا لقطعها أو بسبب التمثيل بها بعد الذبح))(1) من هذه النهاية للرواية يبدأ الكاتب عمله الروائي ثم يتناول الأحداث بعد أن ينتهي من مشهد الرؤوس ليبدأ قصة أبناء شق الأرض. فمنذ صباهم ينقل في روايته أحداثهم الأولى وأحداث عوائلهم، ويذكر قصصاً مختلفة عنهم وعن إبائهم وكيف وجدو عبدالله ومن رباه . وتحتفل الرواية بالكثير من التقنيات السردية الاسترجاعات والحوارات والمشاهد والأماكن والحوادث، التي تمكن الناقد الحاذق الوقوف عليها وإخراج بواطنها وفك رموزها والغوص في دواخلها، ليتسنى للمتلقي فهم القصدية التي يرمز لها العمل الروائي ومن ثم التفاعل معها.التنزيلات
منشور
2023-08-20
إصدار
القسم
Articles