التشبيه في اشعار الحرب قبل الاسلام
الكلمات المفتاحية:
التشبيه، الصورة، الشعر، الحربالملخص
أخذ شعر الحرب مساحته في القصيدة العربية، واتسعت مدلولاتها في إطاره الشعري، وأغنيت مفرداتها من خلال استخدام الشعراء للمفردة الشعرية التي كانت تتحرك في دائرة المعاني وشحنت ألفاظها بقدرات المقاتلين الأشداء الذين كانوا يغنون عطاءها بتضحيتهم، ويوقدون سعيرها باقتحامهم ويمتلكون زمام المبادرة بجرأتهم النادرة، وبطولتهم الفريدة. وكان الشعراء الذين يخوضون المعارك يسجلون لوحات المفاخر الخالدة، والمآثر التي يظل صداها يعيش في قلوب الرجال الذين يستذكرونها باعتزاز ويعيشونها بإباء ويتمثلون بها. لم تقتصر مظاهر البطولة في الشعر الجاهلي على جانب الشجاعة أو التضحية وإنما امتدت إلى الصفات الأخلاقية الأخرى التي تتصل بالكرم والوفاء ، وتمتد إلى الجرأة والإقدام، لأن هذه الخصائص تمثل القدرة الذاتية التي تضفي على تلك الجوانب صفة الاكتمال، وتدخلها في إطار التحسس الاجتماعي، وتترك آثارها البارزة في كثير من الأعمال الجليلة لأنها عناصر تبرز ظاهرة البطولة، وتنمي قدرات الإنسان للاحتفاظ بها وتكميل أطرافها، وتوضيح دلالتها ، وللتشبيه قيمة جمالية كبيرة، فهو يُساعد على إثراء النص الأدبي، وجعله أكثر جاذبية وتأثيرًا. كما أن التشبيه له قيمة بلاغية كبيرة، فهو يُساعد على توضيح الفكرة، وجعلها أكثر وضوحًا وبساطة. اعتمد شعراء الحرب في العصر الجاهلي على التشبيه بشكل كبير في بناء الصورة الشعرية، ووظفه لإثرائها بالحيوية والحركة المتحصلة من عقد المقارنة بين طرفي التشبيه المشبه والمشبه به. ويستثمر التشبيه بأشكال متعددة يساير فيها النسق البياني المتطلب لرسم الصورة ومدى تفاعله معها.