التوظيف الدلالي للحس والعقل في القرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
الحواس، العقل، التوظیف، المکانة، الأهمیةالملخص
لايمكن للمرء أن ينكر بأن الإيمان القرآني هو شيء أكثر من مجرد الاقتناع العقلاني ومن تقبل الحقائق الموحى بها إلى نبي الرحمة ، كون هذا الاقتناع يستتبع موقفًا يلتزم به الكائن كله، فالإيمان يمنح خلاص النفس، ويبعد عنهاالخوف ويمنح الصبر والصمود، والقدرة على تحمل المهانة والمشقة في سبيل الله، والتواضع، وإرادة المغامرة بكل شيء من أجل الله والقيام بالطيب الصالح من الأعمال، ولكن هذا لا يفترض بالضرورة وجود عنصر لاعقلاني في عملية اكتساب ذلك الإيمان، ولن تجد في كل القرآن أي حديث عن إيمان يأتي عفوًا، بإشراق حدسي لاعقل فيه، لذلك ومنذ لحظة الولادة جهز الله الإنسان بالقدرات ليبلغ الكمال الذي يستحق كرامته من خلال هذه القدرات. يحاول الإنسان، ككائن كامل، الوصول إلى فهم أعلى باستخدام قواه الإدراكية، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن القرآن الكريم يوجه الإنسان إلى خالقه من خلال التأمل في الآيات الكونية والطبيعة المادية. إذا استطاع الإنسان استخدام قوى وأدوات المعرفة التي منحها إياه الله، فسيصل إلى الكمال والسعادة الحقيقية. تعتمد إنسانية الإنسان على عقله، وإذا استخدم عقله بشكل صحيح، فستكون مکانته أعلى من الملائكة و إلا تکون أدنى من الحيوانات. الحس هو أيضاً أحد أدوات المعرفة المهمة التي يمكن للإنسان بواسطتها التمييز بين الصواب والخطأ وإیصال نفسه إلى الواقع وبواسطة ذلك يمكنه القيام بالعمل الحق. تم إجراء هذا البحث من خلال فحص آيات القرآن من أجل اكتشاف منظور هذا الكتاب السماوي فيما يتعلق بالحواس والعقل ونطاق كل واحد منهما. تقدم آيات القرآن الحواس الخارجية والعقل كوسيلة لاكتساب المعرفة لدى البشر. توفر كل أداة نطاقاً واسعاً من المعرفة الحسية والعقلیة للإنسان، ومن خلال امتلاكها لخصائص فريدة، فإنها تحدد نطاق المعرفة التي تم الحصول عليها بنفسها.