بلاغة القسم في سورة الشمس

الملخص

وقف هذا البحث على بلاغة القسم القرآني المعجز في سورة الشمس إذ تعد هذه السورة المباركة  من أكثر السور التي ورد فيها القسم وأقتصر القسم القرآني بحرف ( الواو ) الذي أقسم الله بالمظاهر الكونية كالشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض والنفس الإنسانية.

وجاءت بلاغة القسم القرآني المعجز البيان في إستعمال الكلام المناسب حسب مقتضى الحال مما تقتضيه البلاغة من ذلك إستعمال القسم بالظواهر الكونية في أن فلاح الإنسان بالتقوى وخيبته بالذنوب، إذ أشار القسم القرآني بوظيفته البلاغية إلى جلب إنتباه المتلقي وشدِه عقلا ونفسا ووجدانا إلى الموضوع والتلميح له والإيماء بما تحتويه السورة المباركة لأن المخاطب بهذا القسم إما مفلحاً أو خائباً “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”.

ان القسم الذي لاحظناه في “سورة الشمس” من المؤكدات الكثيرة التي تثبت الشيء في النفس وتزيد قوته والقرآن الكريم نزل لجميع الناس وكانت للأمة منه مواقف متراجحة فجزء منهم  شاك والجزء الاخر انكر وبعض منهم الخصم الألد فذكر القسم في “سورة الشمس” لكي يقضي على الشكوك ويحبط الشبهات ويقيم الحجة ويؤكد الأخبار لكي تطمئن نفس المخاطب الى الخبر لاسيما في الأمور العظيمة التي أقسم عليها والقسم يلفت الأنظار الى الكون وما موجود فيه من أسرار وحقائق ونظام بديع متقن،  ولتأكيد أن الكتاب الذي نزل على رسول الله “صلى الله عليه واله وسلم” جاء من عند الله وأن الله تكفل بحفظه من التغيير والتحريف والنقص اوالزيادة وأنه كتاب هداية ينور البصائر والأبصار لتجعل الهدى الى أقوم وافضل سبيل.

فجاء بحثنا هذا حاملا لكل هذه المعاني فضلا عن المعاني الاخرى الكثيرة التي يحمله القسم في السورة المباركة اذ بني أسلوب القسم على التعبير البياني القرآني وهو قائم على التقابل بين الظواهر الكونية كالشمس والقمر والليل والنهار... وهكذا.

 ولخص البحث ايضا معاني فعل ( التزكي ) ببلاغته وإطلاقه وعدم تقييده بمفعول واحد فدلت معانيه على الحركة الواسعة القلبية والعقلية والنفسية والجسدية والمكابدة في ذلك ابتغاء مرضاة الله وكذلك فإن بنية تزكى ( تفعَل ) أي: تكلُفُ المرء في بذل جهده واستطاعته في تطهير نفسه وتزكيتها باطنا.

وجمل القسم القرآني المبارك تُعلي من شأن المتقين ومكانتهم عند الله تعالى.