المعايير الأخلاقية عند فلاسفة اليونان ( سقراط أفلاطون أرسطو ) أنموذجاً

الملخص

      نظراً للأهمية الكبيرة التي حاز عليها النقد الأخلاقي من بين الدراسات النقدية القديمة والحديثة  ، وما لهذا الاتجاه من دورٍ بارزٍ وفعال في توجيه وتغيير العديد من القيم والعادات التي كانت ومازالت موجودة إلى الآن ، وما لهذه الاشكالية الأخلاقية  ذات الارتباط الفعلي بالفكر الفلسفي في جميع أبعاده ، والتي لم يعد النظر إليها بكونها مجرد موضوع فرعي من موضوعات الفلسفة ، وانما أصبحت اليوم إشكالية مؤثرة عند المشتغلين في مجالات الفلسفة . فضلاً عن ذلك فإنَّ الدور الذي لعبته الأخلاق في حياة تلك المجتمعات قديماً ومازال تأثيرها مستمراً إلى وقتنا الراهن لم يكن يسيراً ؛ لأنها ذات ارتباط فعلي بالإنسان وطبيعته الحياتية ، وما يعكسه هذا الارتباط من آثار في طبيعة الحياة الإنسانية . لذا ارتأينا أن يكون البحث عن طبيعة المعايير الأخلاقية لدى هؤلاء الفلاسفة الذين عاشوا قبل الأف السنين وبيان دورهم في تقييم المعايير التي تقود إلى الفضيلة ، وتنهى عن الرذيلة ، فأخذَّ البحث بطبيعته تتبع أراءهم الفلسفية المنضوية تحت مظلة العنوان ، فاقتضت طبيعة البحث أن ينظم في أربعة مفاصل رئيسة ، ابتدأ المفصل الأول بالمفهوم الأخلاقي لغة واصطلاحاً ، ونظرة عامة عن مفهوم الأخلاق في الفكر اليوناني  ، الفكر الذي اتخذ من هذا المفهوم معياراً اساسياً في تقويم النفس البشرية ومعرفة دوافعها الإيجابية من جهة والسلبية من جهة أخرى ،  أما بقية مفاصل البحث المتبقية التي كانت تمثل المحور الأساس الذي أرتكز عليه البحث ، فكان الحديث فيها عن طبيعة هذه المعايير عند كل فيلسوف ، ومعرفة نظرته الفلسفية إلى الجوانب الأخلاقية وبيان دورها في تكوين النفس البشرية وتقويمها تقويماً يهدف من خلاله إلى ترسيخ الفضائل النفسية التي تجعل الإنسان ثابتاً في أتخاذ السلوك الصائب في الحياة العملية ، يعي ذاته وما حوله ، وتجعله  قادراً على الوصول إلى أعلى القيم  ، وفي طبيعة هذا التتبع لنظرة هؤلاء الفلاسفة لهذا المفهوم اعتمدنا الجانب التاريخي بالنسبة لحياتهم كمعيارٍ لطبيعة هذه البحث