العتبات في رواية صبارو لشاكر المياح

الملخص

تتناولُ الدراسة عتبات رواية (صبارو) لشاكر المياح، ولاسيما أن العتبات قد عانت من الاهمال والتهميش ولم يُعنَ بها كثيراً؛ لاعتقاد بعضهم بأنَّها لاتشكل ركيزة رئيسة في النص البؤري (المتن)، لكن الواقع نجد كثيراً من العتبات تُسهم في تحديد سمات النص الإبداعي كعنصر إثارة وتشويق استباقي يقود المتلقي لعبور أسوار النص الرئيس وسبر أغوار دلالاته، وقد جاء إختيارنا لنصوص المقاربة كميدان إجرائي عِبر النظر المُعمق بما يتناسب مع ما ورد في المنجز السردي، فبرز الروائي ( شاكر المياح) من خلال عمله، ولاسيما أن روايته (صبارو) من الروايات التي إنمازت بكونها ذات مقصدية، فحاولنا النظر الى مايميزها، فبحثنا وتساءلنا عما إذا كانت عتباتها تشكل مفتاحاً لقراءة المتن أم لا، ومن ثم بحثنا عن العلاقات المتشابكة التي تحدث مع المتن وتقترب منه وتكتشف أغواره، كما حاولنا الوقوف على النقاط المشتركة مع النص الأصلي، فاستنطقنا البُعد التأويلي في تحليل العلاقة الجدلية بين العتبة والنص البؤري عِبر متابعة العلاقات الرابطة بينهم؛ وذلك لتقديم رؤية تتناول العتبات التي يواجها المُتلقي وهو في صدد قراءة العمل الإبداعي، وجاءت الدراسة على وفق تقسيمات (جيرار جينيت)، فتناولت عتبة العنوان الخارجي، والعنوان الداخلي، والإهداء، والتصدير، والصورة، وحيثيات النشر، إذ ستكون هذه المحاور معتمدة لاستكناه أسرار النص الروائي وألغازه، فأسسنا إستراتيجية مقارباتنا النقدية على القراءة الوصفية التأويلية؛ لاكتشاف العتبة وتأويلها في ذاتها وعبر علاقاتها، فهذه القراءة تمدنا بآليات مرنة تسمح لنا بسبر الأغوار، لاسيما أنَّه منهج يصف الظاهرة ويتعدى ذلك إلى محاولة الاستقراء والتحديد والتحليل والتفسير والربط، إذ تروم مقارباتنا إلى التحليل الذي يكشف أبرز السمات والعلاقات من جهة، والمقصدية من جهة أخرى، فثمة قصدية واضحة تحاول أن تكشف بشكل أولي عما داخل الرواية، وقد سُبقت محاور البحث بمدخل نظري تطرقنا فيهِ إلى مفهوم العتبات من أجل تسهيل الطريق للقارئ، ولاسيما أنَّها الباب الأول الذي يفتح أمام المتلقي الولوج إلى النص الرئيس وكشف بعض دلالاته السطحية أو العميقة، ومن ثم ختمنا بحثنا بأهم الاستنتاجات التي توصلنا إليها.