معاهدة باريس عام 1783 وأثرها في تسوية حرب الاستقلال الأميركية

الملخص

تعد معاهدة باريس عام 1783 من أهم المعاهدات التي عقدت في حقبة التاريخ الحديث, كونها أسست الى قيام دولة قوية في نصف الكرة الغربي ألا وهي (الولايات المتحدة الأميركية), كما أنها مثلت أنتصار الدبلوماسية الفاعلة للمفاوضين الاميركيين مثل (بنيامين فرانكلين) مع الجانب البريطاني في باريس وأثبتت حتمية الانتصار الدبلوماسي, كما انها تعد منعطفاً تاريخياً حاسماً أرغمت من خلاله أغلب الدول الاوربية على الاعتراف بالدولة الجديدة, ورسمت بشكل واضح خطى السياسة الاوربية تجاه المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية, وكان هذا بفضل النجاحات التي حققها الثوار الأميركيون على جبهات القتال ضد الجيش البريطاني، والنجاح الدبلوماسي الذي حققه المفاوضون الدبلوماسيون الأميركيون في فرنسا وهولندا، أسهمت جميعها في خضوع بريطانيا واستسلامها ودخولها في مفاوضات مع الثوار الأميركيين في باريس، وهي المفاوضات التي أنهت حرب الاستقلال الأميركيةٍ، وأدت إلى رحيل بريطانيا عن مستعمراتها في أميركا الشمالية. وبذلك تعد هذه المعاهدة واحدة من أهم الوثائق الرسمية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، كونها كانت إيذاناً بدخولها رسمياً في عائلة الدول المستقلة، ولأنها بما تضمنته من بنود قد مهدت لأن تكون الولايات المتحدة الأميركية أعظم دولة في العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.