بنية الائتلاف والاختلاف في مُنتقيات جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي

الملخص

تندرج هذه الدراسة في حقل الدراسات النقدية الحديثة للنصوص الأدبية العربية القديمة ، فهي تتوجه صوب النصوص التراثية متوسلة بأدوات ومفاهيم ورؤى حديثة إيمانا منها بغنى تلك النصوص فنيا ومعرفيا من جهة وبأهمية الأثر الذي تحدثه في تشكيل المنظومة المعرفية والذائقة الفنية لمتلقيها .وقد اختارت هذه الدراسة أن تتجه صوب نصوص شعرية جاهلية جمعها وبوّبها واحد من قدماء المؤلفين العرب وهو أبو زيد القرشي فهي تصبو فيما تصبو إليه إلى قراءة باب (المُنتقيات) من جمهرة أشعار العرب ، قراءة جديدة تتناول تلك القصائد السبع ، وتروم كذلك الكشف عن مسوغات انتقائها وانتخابها وجمعها في هذا الموضع من لدن مؤلفها القرشي .كما تأمل الدراسة أيضا سبر أغوار هذه القصائد من خلال بعض المسارات التي خُطت لتحقيق ذلك المبتغى ، من تلك المسارات التوجه نحو التعريف بجامع هذه القصائد ، ثم التعريف بالكتاب الذي ضمّ هذه القصائد ، ومن ثم التعرّف على أصحاب القصائد الشعراء الذين نظموها ، والوقوف بعد ذلك عند تلك القصائد السبع ( المُنتقيات) ،بعد ذلك حاولنا بيان الأداة النقدية التي تتعكز عليها هذه الدراسة وتتبع المصطلحات الدالة على تلك الأدوات والحقول والميادين الدلالية المنتمية لها ، وقد اختارت الدراسة مصطلحي ( الائتلاف ) و ( الاختلاف ) أداة لمعاينة المُنتقيات السبع الجاهليات دراسة فنية وموضوعية ، وسارت في الكشف عن البنى والأنساق الائتلافية والاختلافية على وفق مسار اختطته فيما يكشف النص عن نفسه من مسارات يتعلق بعض منها بهيكل القصيدة اي شكل القصائد السبع المُنتقيات من الناحية الفنية بما تهيكلت عليه القصيدة ، وجانب آخر وهو البناء المضموني الذي مثلته بعض الوحدات المضمونية فائقة الحضور من حيث التكوين الموضوعي والمضموني لتلك القصائد الجاهلية ، ثم حاولت الدراسة أن تلمّ ذلك كله في خاتمة توجز أهم ما توصلت إليه من نتائج .