الحوارية والجماليات الكرنفالية في الادب الرقمي القصيدة التفاعلية ذات هجر لسعاد عون انموذجا

الملخص

لم يكن التحول الذي حدث في تحويل الادب من الوسيط الورقي الى الوسيط الالكتروني ، أو ما يطلق عليه الادب الرقمي تجاوزا على الاصول أو ماهية الادب فقط ، إنما هذه النقلة المتطورة احدثت اثارا ومتغيرات جوهرية في الشكل والمحتوى ، فالأدب الرقمي يعدّ من الاجناس الادبية التي لا يمكن أن تشتغل بعيدا عن التلاقح والتداخل مع الاجناس الفنية الاخرى التي اتخذت من الجانب الديناميكي حالة تجسدت في الصورة المتحرك أو الرسم والموسيقى ، والتي اضفت عليها بعدا حركيا ، وحالة من الاندفاع والتدفق في شعرية الحركة والتنوع ، والذي شكل مفارقة جمالية يستجيب لها المتلقي ومحدثة تاثيرا كرنفاليا يعيد الى اذهاننا ما كان يحدث من انسجام وتداخل في الموسيقى والرقص والغناء في الاحتفالات القديمة التي كانت ذات بعد اسطوري ، فالجانب التأثير له دورا كبيرا في الادب الرقمي؛ لأنه يبحث عن متلقي يتفاعل معه ، وهو ما يمثل الجانب الاعلاني والاقناعي والبياني الذي يجمع بين حواس متنوعة سمعية ومرئية ، وهو ما يحاول البحث الكشف عنها عن طريق فرز اهم هذه الاجناس التي رافقت عملية التحول المعقدة للأدب من المدونة المكتوبة إلى المدونة الالكترونية ، وانفتاحها على الاجناس . ومرونة وقدرة الوسيط الالكتروني في اجراء استراتيجية الامتصاص ، والتحوير، والاجترار على الاجناس الفنية الاخرى لصالح التأثير والاستجابة على جمهور المتلقيين والتأثير الكرنفالي عليهم وهو ما يمكن أن نتلمسه في قصيدة (ذات هجر) لسعاد عون