خرق الأسباب والمسببات عند الأنبياء (عليهم السلام)

المؤلفون

  • عامر عمران الخفاجي جامعة بابل/ كلية العلوم الإسلامية
  • أفراح جابر راضي الهلالي جامعة بابل/ كلية العلوم الإسلامية

الكلمات المفتاحية:

نوح، عيسى، الأنبياء، الأسباب، القانون الإلهي

الملخص

إن السنن الإلهية كثيرة ومختلفة وأهمها وأولها سنة الأسباب والمسببات وتتميز هذه السنة كغيرها من السنن بالثبات والعموم والشمول والإطراد وتعني الأولى أنها ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بقوله تعالى وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلً وتعني الثانية انها عامة وشاملة كل الظواهر الكونية وكل البشر ويعني بالأخيرة انها التكرار ومعنى ذلك أنها تتكرر بغض النظر عن الزمان والمكان والأشخاص، وهذا الإطراد لا يتعارض مع المشيئة الإلهية.إن الله تعالى جعل الدنيا خاضعة لقانون الأسباب والمسببات والآيات الدالة عليه كثيرة ولا يمكن حصرها فلا يوجد شيء من دون سبب، فكل شيء في الكون له سبب ويشمل جميع الموجودات من إنسان أو حيوان أو نبات، وأن السنن الكونية والشرعية قائمة على هذا القانون الإلهي العام.إن هذا القانون الإلهي يخرق عند حدوث المعجزة على وفق إرادة الله ومشيئته، وهناك فرق بين السنن الجارية والسنن الخارقة، فالسنن الجاري هي التي تتسم بالصفات المذكورة أعلاه، أما السنن الخارقة فتغير أو وقف أو خرق لنظام السببية، وهذا ما يحدث تماماً مع الأنبياء (عليهم السلام)، فالنبي نوح (ع) خرقت له الأسباب في قصة الطوفان في كل جزئياتها منذ أن جاءه الأمر الإلهي بإنشاء السفينة وظهور فوران التنور الذي كانت أبرز علامة للطوفان؛ لأنه تنور خبر في بين امرأة عجوز ثم نجاة نوح ومن آمن معه من هذا الطوفان الهائل المعرب الذي وصل إلى أعلى القمم الجبلية واستمراره عدة ايام.فضلاً عن قصة النبي عيسى (ع) فكان خرق الأسباب ملازم لولادته وولادة والدته مريم العذراء (عليها السلام) فقد ولدت من اب كبير في السن، فقد القدرات الصحية التي تمكنه من الإنجاب، ومن امرأة عقيم لا يمكنها الإنجاب مدى الحياة، لكن لطف الله تعالى بهم خرق لهم نظام السببية وكذلك ولادة النبي عيسى (ع) طانت في ظروف استثنائية، فقد ولد من أم دون أب، وكانت أمه من العفيفات الطاهرات ولم تكن متزوجة، فخرق الأسباب يكون بأمر تعالى وإرادته.  

التنزيلات

منشور

2023-08-17