الدِلَالة النَحْوية للشَاهِدِ القُرْآنِيِّ فِي لَفْظَةِ اللهُمَّ فِي كِتابِ البَسِيطِ لِرُكْنِ الدِّينِ الإستَرَآباذِي (ت:715هـ)
الكلمات المفتاحية:
الاستراباذي، لفظة اللهُمَّ، الشاهد القرآني، الدلالة النحويةالملخص
القرآن الكريم هو الحجة البالغة والبرهان الدامغ لكل من أراد أن يحتج بهِ لإثبات رأي أو البرهنة على حكم، وقد تكفّل المولى الباري) جلَّ وعلا بحفظهِ، قال تعالى﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩﴾الحجر:9]، ونشأة النحو العربي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقرآن الكريم ولولا هذا القرآن العظيم لما نشأ هذا العلم، والدلالة النحوية مستمدة من نظام الجمل وترتيبها وأنَّ أيَّ اختلال يحصل في بناء الجمل يؤثر في دلالتها وتدمير العلاقات النحوية الصحيحة يؤدي عبارة لا معنى لها، والدلالات النحوية للفظة اللهم كانت حاضرة في كتاب البسيط لركن الدين ولا يكاد كتاب نحو متخصص يخلو من الحديث عن أسلوب النداء، وهو حديث يعدد أدوات النداء، ومعانيها، ومواضع المنادى الإعرابية، والنداء هو أسلوب لغوي بلاغي في اللغة العربية يهدف منه المتكلم إلى طلب إقبال المنادى أو جذب انتباهه عن طريق مناداتهِ بإسمه أو بصفة من صفاته أو استدعاء لأمر أو طلب ما، يتكون أسلوب النداء من : أداة النداء والتي تتكون من ثلاث أقسام وهي: أداة لنداء القريب: وهي: أي، وأ ، كأن أقول: أي خالد، أو أخالد، وأداة لنداء البعيد: وهي: أيا/ وهيا، وآ، كأن أقول: أيا علي، أو هيا هند، أو آسعيد، وأداة نداء للندبة والتحسر كأن أقول: وا معتصماه، أووا صديقاه. وأداة النداء يا وهي الأعم والأشمل من بين أدوات النداء كلها ويمكننا استخدامها في كل أساليب النداء للقريب، والبعيد، والندبة أيضاً، كما أنَّ هناك بعض الأسماء المناداة التي لا يجب أنْ تقترن إلا بـ"يا" دائماً، ألا وهي لفظ الجلالة كأن أقول: يا الله، أو أن أستخدم أسلوب النداء في الاستغاثة كأن أقول: يا صديقي أنجدني أو إذا اقترنت بـ"أي" و"أيَّت" وهي الأداة الوحيدة التي يمكننا حذفها في أسلوب النداء وتقديرها، والمنادى هو الاسم الذي يتم طلبه ومناداته وهو اسم ظاهر يطلبه المتكلم بوساطة "أسلوب النداء وهو يلي أداة النداء مباشرة دائماً، للمنادى حالات عدّة في اللغة العربية ، وهي: منادى مضاف: كأن أقول: يا عبد الله اجتهد. منادى شبيه بالمضاف: كأن أقول: يا حارساً استيقظ، مادى نكرة غير مقصودة: كأن أقول: يا ممرضة اعتني بالمريض، منادى نكرة مقصودة: يا مزارع اعتني بحقلك، منادى علم مفرد كأن أقول: يا فاطمة ادرسي. ويجوز في اللغة العربية أن نحذف أداة النداء إن أمكننا فهم الأسلوب من سياق الكلام إمَّا لقرب المخاطب، أو للإيجاز في الكلام أو للسرعة. ولأهمية هذا اللفظ وهو من أسماء الجلالة نجد العديد من الأدعية المأثورة تبدأ به وأن العبد يتوجه إلى ربه في دعائه بهذا الاسم الجليل "اللهم" وقد أخرت الميم في لفظ الجلالة "اللهم" تيمناً بالبداءة باسم الله، حتى لا تجعل بينك وبين اسم الله أي لفظ إذا دعوته حتى ولو كان ذلك اللفظ "يا النداء"، ولذلك لم يرد النداء بصيغة [يا الله] في القرآن الكريم مطلقاً؛ وذلك للشعور بقرب المنادى جلَّ وعلا. وقد أكَّدَ ركن الدين الاستراباذي أهمية النحو في الدلالة، وبحثي هذا يضم الدلالة النحوية للشواهد القرآنية في لفظة "اللهُمَّ"، التي وردت في كتاب البسيط لركن الدين الاستراباذي.التنزيلات
منشور
2023-08-17
إصدار
القسم
Articles