مؤشرات الافتنان في قصيــــدة (البُردة) للشاعر كعب بن زهير

الملخص

تمثلت الرؤية الأساسية في النص على خصائص وأجزاء مؤثرة في المحتوى الأدبي والمضمون الفلسفي البنائي مع الأدوات المحكمة الأساسية في تحولاتها الموضوعية ، التي تعتبر من أهم ركائز وجودها ،وبما أن النص يحوي معان إنسانية وظواهر فكرية يمكننا رصدها من حيث المحاور التي حاولنا الوقوف عليها في أثناء دراستنا للنص بإبعاده المتعددة ، والمتكونة من أسس ومؤشرات مختلفة ، فأقتضى المنهاج المرسوم للدراسة تقسيم الفكرة إلى محورين احدهما بعنوان (مؤشرات القصدية والرؤية الافتنانية) المعتمدة على جمع الأفكار التي يحاول الشاعر تركيزها في الفكرة العامة بقصديات متناهية وبإبعاد متوارية ، وتدويرها بشكل متسلسل لبيان الأوجه الخفية التي يحاول الشاعر الوصول إليها عن طريق بلاغة الافتنان وحيثياته ،أما المحور الأخر مُثل ب (الافتنان بالرؤى النفسية والفكرية للنص ) وهذا الجانب يبين ما يجب أن يقع على المتلقي للبحث في النص وما يدور حوله من جوانب تاريخية أو اجتماعية أو سياسية أو نفسية ، مع وجود بعض اللوازم النصية التي اقتضت بيان الافكار التوجيهية ورسمها بإشكال تصويرية ، وينحاز النص بفعاليته الحركية التي تمكنه من التماهي بقصدية سلبية نحو حلقة مفتوحة تتضح بها القصديات الأخرى التي اراد الشاعر توظيفها في محتوى النص وتقديمها بأسلوب يناسب عقلية المتلقي الذي يمتلك رؤية متكاملة عما يدور حوله وقدرات خاصة في النظر الى النص بشكل يلائم الفكر الثقافي للحياة التي يعيشها العرب آنذاك ، والفكر العقلي لمكنون الاتجاه الذي ينحسر فيه التعبير بمستوى تصويري ورمزي في آن واحد ، كما يبحث النص بقصديته عن الاتجاهات النفسية بقيمتها الاخلاقية وتشكلاتها المأخوذة من تجارب عاشها الشاعر بلحظات آنية لتوصيل ما يدور في ذهنه من تحولات واقعية تحمل خطابات مؤقتة بزمن استشعر به واستنطقه في لحظته وكان يداري في بعضه الآخر ، فعندما يكون الاسترسال في قصدية الحديث مندفعاً بشكل قسري لأسباب قد تكون متعلقة بالحضور المتميز لمتلقيه فلابد أن تكون له قصديات متوازنة تناسب هذا المتلقي الفعال ، ولهذا فالنص دائما ما يكون مزيجا بين حقيقة الشاعر الواضحة وبين ما يحاول أن يخفيه من مشاعر تحمل رغبات شعورية للتوصل الى نص متكامل في زمن محدد .