الازمة البلغارية عام 1886 بين الفكر الليبرالي والمحافظ للحكومة البريطانية

الملخص

إذا كنا نقتفي في هذا البحث, جدلية تكوين الامارة البلغارية عام 1878 بعد سيطرة الدولة العثمانية عليها, لما يقارب 482 عاما, مع تسليط الضوء على صيرورتها السياسية وأهم الاحداث التي شهدتها بلغاريا عام 1886, ودراسة هذا الحدث بنتائجه وليس بمحركاته البنيوية, فإننا نقف امام ظاهرة سياسية غريبة في بلغاريا آنذاك, تبعث على الحيرة والتساؤل, إذ لا يمكن للمصالح البراغماتية للدول الكبرى في هذه الدولة, ان تبرح وشائجها بسهولة, مالم يتجسد دورها بممارسات سياسية تعكس عنفوان قوتها, والتطلع الذي يمكن أن تصل إليه سياستها الخارجية, والهيئة السياسية التي تروم الظهور بها امام الرأي العام الدولي, وربما ذلك كله, ما ينطبق على الدور السياسي للحكومة البريطانية في بلغاريا عام 1886, هذا الدور السياسي الذي يجب الوقوف عنده, ودراسة أهم العوامل المنافسة له في بلغاريا, في وقت لم تحسم فيه القوى الدولية الكبرى آنذاك, مراكز نفوذها في بلغاريا, وإذا كان لا بد من المنافسة الدولية على تفعيل نفوذها هناك, فيجب ان تتم على قاعدة مختلفة عن سياسة التدخل المباشر, تنسجم إلى حد بعيد مع قوانين الازمات السياسية التي افتعلها تلك الدول بأدواتها في المنطقة المعنية لفتح باب التدخل السياسي لها على مصرعيه, يمكن القول على انها مديونية التأسيس, فبلغاريا تأسست من رحم البروتوكولات الدولية التي اتفقت عليها الدول الكبرى, ولا يمكن لها بعد ذلك, إيصاد ابواب التدخلات الدولية