سيمياء العنونة في شعر عبد الأمير خليل مراد

الملخص

حظيت جزئيةُ العنوان باهتمام الدارسين والباحثين في علامات النصوص الإبداعية على اختلاف أنواعها ، وذلك بالنظر إلى ما تحمله تلك العنوانات من إشارات ودلالات مختلفة و متعددة . فعلى الرغم من كون العنوان يمثل علامة تتمتع باستقلال نسبي عن بنية النص ، إلا أنّه أي(العنوان)، يؤدي دوراً رئيساً ــــ حين يكون نصاً موازياً يُسهم ببنيته وموقعه من النص ـــ في أنْ يكون مدخلاً مهماً لدراسة النص الإبداعي لاسيما الأدبي منه ، فهو مفتاح أساس يعين المحلل على الولوج إلى أغوارِ النص العميقة، قصدَ استنطاقها وتأويلها . وبالنظر في مجمل ما تقدم فإنَّ هذه الصحائف تمثلُ ورقةً بحثيةً في ( سيمياء العنونة في شعر عبد الأمير خليل مراد) ، إذ جاءت بوصفها محاولةً حواريةً مع عنوانات الشاعر(عبد الأمير خليل ).. في مجموعاته الشعرية الأربع التي بين أيدينا، الغاية منها مساءلة علاماتِها وتسليط الضوءَ على أبعادها سيميائياً، وهنا لابُد من الإشارة إلى أنَّنا سنقفُ على العنوانات الرئيسة للمجاميع الأربع ومن ثم الإطلالة من شُرُفاتِها إلى العنوانات الفرعية المتعلقة بها، أي عنوانات النصوص التي هي داخل المجموعات الشعرية، والتي تمثل تناصَّاتٍ داخليةٍ مع العنوان الرئيس لهذه المجموعة أو تلك، لنَتبيَّنَ طبيعة العلاقة بين العنوان الرئيس و العنوانات الفرعية المتصلة به على نحوٍ معين ، فضلاً عن محاورة لوحات أغلفة المجاميع ومحاولة تأويلها واستنطاق علاماتها ، إذا ما أخذنا بالحسبان أنَّ تلك اللوحات يمكن أنْ تمثل آفاقاً قرائيةً مصوِّرةً أو كاشفةً عن لونٍ من العلاقة بين لوحة الغلاف ــــــ وهي في المجاميع الأربع كانت عبارة عن صورة تخطيطية ـــــ وبين محتويات تلك المجاميع ومضامينها