آليات الخطاب التداولي للاستلزام الحواري في ألفية ابن معطٍ

الملخص

يهدف البحث إلى دراسة الاستلزام الحواري؛ لكونه من الآليات المهمة التي يركز عليها الخطاب التداولي؛ لنجاعة عملية التواصل، بوصفه آلية لسانية براجماتية، ومن ألصق الآليات بطبيعة البحث الإجرائي التحليلي في الخطاب التداولي، وتطبيقها في إحدى المنظومات التعليمية، وهي ألفية ابن معط، محاولًا استجلاء المعاني المستزمة فيها، والتي يمكن أن تتولد عبر انتهاك أو خرق إحدى القواعد الأساسية للحوار، إذ ينتهك المتكلم قاعدة من هذه القواعد، ويلتمس لإدراك المعنى بغرض سياق وأداء لغوي غير مباشر يقصده، ويكون المعنى فيها مرهونًا بخصوصيات السياق المقامي، ومقاصد المتكلمين، وقدرة المبادئ الحوارية المفترضة على احتواء أو تحديد الاتصال الضروري للعملية اللغوية. وتطلبت طبيعة هذا البحث أن يصدر بمقدمة تركز على تداولية الاستلزام الحواري ومبدأ التعاون، وبعدها يفضل الإشارة إلى نوعي الاستلزام الحواري، ثم ينتقل إلى الجانب التطبيقي؛ لإبراز المعاني الاستلزامية التي تتولد عن انتهاك القواعد الحوار الأربعة في أبيات ألفية ابن معطي؛ قاصدًا الوصول إلى نتيجة مفادها: أن لغة المنظومات التعليمية تنماز بأنها لغة تداولية تواصلية؛ لأنها عبارة عن استعمال اللغة وتداولها بين المتكلم والمخاطب في سياق معين، يسعى المتكلم بوساطتها إيصال معنى ما إلى المخاطب وإثباته عنده، والاستلزام الحواري يختص بكيفية الاستعمال اللغوي، ويتغير بتغيُّر ظروف إنتاج العبارات اللغوية، فتقوم على افتراض مجموعة من القواعد الصادرة عن اعتبارات عقلية تجعل من السلوك اللغوي فعلًا ناجحًا، وتعمل على رسم الإجراءات اللازمة التي يجب أن يتخذها المتكلم والمخاطب في تسيير العملية التواصلية.