نِهَايَةُ الإِيجَازِ لمحمد بن الحسن الحسيني الخراساني (دراسة وتحقيق)

الملخص

هذه الارجوزة النحوية الموسومة بـ (نهاية الايجاز) من نظم السيد محمد ابن السيد العالم حسن الهندي الخراساني نظمها سنة (1278هـ)، ووقعتْ في مئة بيت، وقد ذكرها تلميذ الناظم الشيخ علي بن محمد بن حسن الكون آبادي مع شرحه.ولهذه الأُرجوزةِ أهميتها؛ إذ شرحها تلميذه وقد ذكر ذلك الشيخ آغا بزرك إذ قال: " شرح نهاية الايجاز) في النحو للشيخ علي بن محمد بن حسن بن الشيخ علي نقي الكنابادي (الجنابذي) الخراسانى والمتن منظومة لأستاذ الشارح على ما يظهر من مقدمة طبعه في سنة 1300هـ التي توفى فيها الشارح" .وقد مثَّلت المنظومات النحوية نمطًا تعليميًّا اعتنى به المتقدمون من علمائنا؛ لتسهيل فهم قواعد اللغة, وتيسير ما هو غامض منها. وقد عمدوا إلى توظيف نظم الشعر وإيقاعاته في صياغة تلك المنظومات التي من شأنها أن تسهِّل تعليم قواعد النحو, وتيسير حفظها, وسرعة استحضارها وقت الحاجة؛ لأن حفظ القاعدة وسيلة مثلى للابتعاد عن اللحن, والتعبير باللغة الفصحى, وتنوَّع النظم النحوي بين قصيدة على قافية واحدة إلى أرجوزة متعددة القوافي, وبين النظم في مسألة واحدة من مسائل النحو إلى أرجوزة تتضمن كل مسائل النحو وأبوابه. ويغلب على المنظومات النحوية أنها موجزة في عباراتها, مختصرة في أمثلتها, ويطغى عليها التلميح على التصريح, ويأتي فيها الإيجاز, والرمز استجابة لما تقتضيه الأوزان الشعرية من تقديم أو تأخير أو حذف, وقد اختير الرجز؛ لأنه أوفى بحور الشعر نغمًا, وأكثرها مطاوعة في تفعيلاته للحذف والزحافات والعلل, وقد اختار المتقدمون المزدوج من الرجز لطول المنظومات العلمية التي لا يمكن الالتزام فيها بقافية واحدة, وقد اضطَّرهُمْ هذا إلى مزاوجة القافية في شطري كل بيت.