موقف اليهود والنصارى من الدولة الأموية في الأندلس(138-366هـ)

المؤلفون

  • عقيل محمد صالح الاسدي جامعة بابل/ مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية

الكلمات المفتاحية:

اليهود، النصارى، الدولة الأموية، الأندلس

الملخص

فتح المسلمون بلاد الأندلس سنة (92هـ /711م) وصارت جزءاً من الدولة الإسلامية، باعتبارها إقليم إسلامي له الحياة الخاصة بهِ والتي تمتاز بأنها غنية بجوانبها المختلفة، وازدادت أهمية بلاد الأندلس بعد انفصالها عن جسم الخلافة العباسية في عهد الحاكم الأموي عبد الرحمن الداخل، إذ أصبحت دولة مستقلة بعد أن كانت مجرد ولاية تابعة للسلطة المركزية في دمشق، إذ تألف المجتمع الأندلسي من عدة فئات التقت جميعها على أرض الأندلس من عرب وبربر وموالي ومسالمة ومولدين وكذلك عنصر الصقالبة، واختلطت فيها الديانات من مسلمين وعناصر غير إسلامية من نصارى ويهود، وتكاد تنفرد بلاد الأندلس بتركيبتها السكانية من بين أقطار العالم الإسلامي قاطبةً، وقد خضعت المجموعات البشرية من نصارى ويهود لحكم الإسلام، وتعامل معهم المسلمين وفق أحكام الإسلام وشريعته السمحاء، إذ ارتبطت هذه العناصر بالمسلمين بعقد ذمة يحفظ لهم حقوقهم، وحرية ممارسة شعائرهم وديانتهم الخاصة دون إجبارهم على الدخول في الدين الإسلامي، مقابل احترامهم تعاليم الدين الإسلامي وعدم المساس بعقائده واحترام قوانين الدولة، وقد شكل اليهود والنصارى جزءاً هاماً من المجتمع الأندلسي واحتلوا مكانة كبيرة في ضل تعامل الدولة وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي، فكان موقفهم من الدولة الأموية الحاكمة موقف المتعاون وتعايش المجتمع بود واحترام لبناء حضارة عريقة تأثرت بالحضارة الإسلامية وبالفكر الإسلامي لتنير أوروبا طوال قرون عديدة، بالرغم من وجود بعض الذين تأثرت مصالحهم الخاصة فثاروا ضد الدولة واستغلوا اسم الدين لإعلان عصيانهم وتمردهم كما كانوا يتعاونون مع الثورات الإسلامية التي كانت تخرج ضد السلطة الأموية الحاكمة وشعر بعضهم بأن الإسلام قضى على مكانتهم الدينية فحاولوا النيل من الإسلام بتشويهه ومحاولة اثارة الفتن في محاولة لاسترجاع المكانة الدينية التي كانوا يتمتعون بها وبرغم ذلك عاملتهم الدولة الأموية بعد أن قضت على الثورات التي نشبت ضدها بروح التسامح واللين.  

التنزيلات

منشور

2023-08-20