الغرابة في قصص أنمار رحمة الله

الملخص

النصوص عالم واسع، واختلاف الطرائق التي تنسج بها النصوص يزيد من روعتها وجمالها، والنصوص الغرائبية التي تتلون بالشكل العجيب المغاير للمألوف ومجانب طريق السرد التراتبي هي نصوص صار لها هويتها التي تعرف بها وتمنح كاتبها التميز والفرادة، وأنا اخترت انمار رحمة الله لأنه يعم على كتاباته جميعها الأدب العجائبي، حيث هناك كتاب ومؤلفون يكتبون بالغرائبية لكن بشكل ضئيل يكاد لا يظهر بشكل واضح، ولهذا كانت قراءاتنا في نتاج أنمار رحمة الله الاربعة كلها تصب في هذا الرافد الأدبي الاستثنائي، ولعل أهل ميزات السرد الغرائبي هو الحرية وكسر طوق الانشداد لنمط ما، كما إنه يعيد علينا بشكل أو بآخر قصص الأساطير والخرافات والحكايات التي تجري على السنة الجن والآلهة ولكن بشكل حداثوي ومعاصر، أما اللغة فهي لغة السهل الممتنع لم يجعلها الكاتب طيعة ولم يعقدها فيزيد غرائبية القص ويحملها تعقيدا مزيدا، كما إن النص الغرائبي يستند لا على الشخصيات بل على الاشياء الجامدة ويجعل منها انسانا يحاوره ويشعر معه آلامه ويناقشه أفكاره، إن البحث بوقوفه على بعض قصص أنمار قد سلط النقد على الدراما والمغامرة والنهاية الصادمة، وهو بذلك يزيد من تشويق السرد بجعله لا مختلف الفكرة بل مختلف الحدث والحوار كذلك، ومن هنا تكتسب النصوص الغرائبية لونها وطابعها المغاير في الغموض والضبابية والتعمية أحياناً، وهذا بالتحديد ما حاولنا تطبيقه وتوضيحه ببحثنا بأعماق نصوص أنمار رحمة الله.