حرب الناقلات خلال الحرب العراقية- الإيرانية وأثرهُ على الكويت (1984-1986)

الملخص

يهدف هذا البحث إلى دراسة آثار الحرب العراقية- الإيرانية البالغة ليس على طرفي النزاع فحسب بل أثرهُ على دول المنطقة ولا سيما الكويت، ففي عام 1984 بدأ العراق بتوسيع نطاق الحرب بالانتقال إلى ضرب ناقلات النفط الإيرانية، وبالمقابل ردت إيران بضرب ناقلات النفط الخليجية ولا سيما الكويتية بدعوى أن هذه الدول تقدم الدعم للعراق في حربهِ ضد إيران وذلك لإجبار هذه الدول لإيقاف دعمها للعراق، استمرت حرب الناقلات حتى عام 1986، ففي العام نفسه اضطرت الكويت إلى طلب المساعدة من الدول الكبرى (الولايات المتحدة الامريكية، الاتحاد السوفيتي) لحماية ناقلاتها من الضربات الإيرانية، وقد عقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة واصدر قرارهُ المرقم (552) والذي ادان فيهِ الاعتداء على الناقلات النفطية والتجارية في مياه الخليج العربي، كما سعت منظمة جامعة الدول العربية لإيجاد حل لهذه الازمة ولكن بدون جدوى. آثرت حرب الناقلات على الكويت كثيراً، لأن النفط يعتبر الشريان الحيوي لاقتصادها، وأصبحت السفن والناقلات النفطية هدفاً للقصف المدفعي الإيراني، وقد وصلت أضرار الكويت من شهر نيسان من عام 1986 إلى عام 1987 ما يقدر بـ (48) ناقلة نفط كويتية. فالدراسة بشكل مجمل محاولة تاريخية تحليلية لإبراز دور الكويت في تقديم المساعدات للعراق في حربهِ ضد إيران، وبيان مدى تأثرها بهذه الحرب نتيجة لتقديمها الدعم للعراق، إذ قامت الحكومة الإيرانية بالضغط على الكويت لإيقاف دعمها للعراق وذلك عن طريق ضرب ناقلاتها النفطية، والذي أجبر الكويت على طلب المساعدة من الدول العظمى (الولايات المتحدة الامريكية، الاتحاد السوفيتي) لحماية ناقلاتها النفطية من الهجمات الإيرانية.