الموسيقا في الشعر دراسة في تداخل الفنون وتحليل للثيمة والتوظيف طاهر زمخشري وعبد الله الصيخان أنموذجاً
الكلمات المفتاحية:
موسيقا، طاهر زمخشري، عبد الله الصيخان، أغنية، تداخل فنونالملخص
تتناول الدراسة إشكالية علاقة الفن الشعري بالفن الموسيقي، وتتمظهر هذه العلاقة في صور شتّى من وصفٍ لفن الغناء نفسه أو الفنان المغني أو كلمات الأغنية وألحانها وما تثيره من انفعالات في نفوس المتلقين، متطلعةً هذه الدراسة إلى تحليل النص الشعري الإبداعي الذي تعالق مع الموسيقا والغناء فيما يسمّى بـ تداخل الفنون / Interarts ، ساعيةً إلى اكتشاف الحدود والأبعاد التي أمكن للشاعرين السعوديين طاهر زمخشري وعبد الله الصيخان الوصول إليها في نصيهما محلّ القراءة والتحليل في هذه الدراسة، وذلك بالتركيز على ثلاثة جوانب: التحليل الفنّي للثيمة في النصّين بتحليل الأبيات الشعرية في القصيدتين وتقسيمها حسب ما جاءت لخدمته من معانٍ، ودراسة محوري التوظيف اللغوي الأسلوبي بما فيه من استعمالات لغوية تتعلق بكثرة استخدام أفعال بعينها وبعض التراكيب الأسلوبية التي فضّلها الشاعر على غيرها أو كرر استعمالها، ومحور التعالقات النصية والإحالات الرامزة، مضمّنةً تحليل أوجه التمايز والتشابه في كلّ، ودراسة الاختيارات الفنية اللافتة في العملين الشعريين، وتحليلها تحليلا يكشف عن جماليات التداخل بين فنّ الشعر من جهة وفن الموسيقا والغناء من جهة أخرى.
ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن ثيمة المدح والثناء قد جاورت ثيمة الغياب في النّصين، كما أن الاستخدام المميز للغة وللأساليب وأدوات الخطاب قد أسهم في تعميق أفكار النص الرئيسة، وكان من الواضح الاستخدام المكثف للفعل الماضي في النصين الشعريين باعتبار أن الفكرة المركزية للنصين تدور حول الغياب وأن الشاعر طاهر زمخشري قد اعتمد على الذاتية الانطباعية في نصّه الشعري، في حين استثمر عبدالله الصيخان التناص والإحالات التاريخية، وقد بدا ملاحظاً أن هذا التناص قد توجه إلى الأغنية وليس إلى القصيدة، ويمكن القول أن نص الصيخان الشعري قد تأثر بالأغنية التي تناص معها الشاعر ابتداءً.