موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأوضاع السياسية في اليمن الجنوبي 1986-1990

الملخص

جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأوضاع السياسية في اليمن الجنوبي, خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين, وتحديداً بين عامي 1986-1990, والتي مثلت بدايتها باندلاع الحرب الأهلية بين أجنحة السلطة في اليمن الجنوبي في كانون الثاني عام 1986, بيد أن هذه الحرب أعادت مسار العلاقات السياسية بين حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية واليمن الجنوبي بعد انقطاع دام لأكثر من اثنان وعشرون عاماً, بيد أن الموقف الأمريكي بدأ يتبلور بقلق حكومة الولايات المتحدة الأمريكية جرّاء تلك الأوضاع السياسية المتدهورة في البلاد, وعلى الرغم من تدخل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالشأن الداخلي اليمني, إلا أن التباين بالموقف الأمريكي أوضح لنا بأن السياسية الأمريكية في شبه الجزيرة العربية, وبالأخص منطقة البحر الأحمر غالباً ما كانت قصيرة النظر, هدفها الوقوف بوجه توجهات ومخططات الاتحاد السوفيتي الذي كان يسعى من خلالها استقلال الأوضاع السياسية المتدهورة في اليمن الجنوبي، لتنفيذ أهدافه التوسعية، والتي تتمثل بالحصول على مناطق نفوذ في منطقة شبه الجزيرة والخليج العربي، بيد إن تراجع الاتحاد السوفيتي وانسحابه من دوره كقوة عالمية عظمى, أدى الى فقد اليمن الجنوبي سنداً دولياً وعقائدياً لها, ولم يبقى أمامها سوى طرق باب الوحدة مع اليمن الشمالي ودمج كافة مؤسسات الشطرين بكيان سياسي موحد تحت اسم الجمهورية العربية اليمنية, وبذلك عُدت الوحدة اليمنية أهم متغير دولي حدث في منطقة شبه الجزيرة العربية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية, والتي توج قيامها في الثاني والعشرين من آيار عام 1990.