نفي الامام الرضا(عليه السلام) الى خراسان وأثارة العامة

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا وملاذنا محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه المنتجبين.عند دراسة سيرة أحد الأئمة الأطهار وحياته اجتماعيًا ودينيًا وسياسيًا واقتصاديًا نجدها مترابطة ترابطًا وثيقًا مع سيرة آبائه وأجداده الأطهار إنها سيرة إمام معصوم تكشف عن سلوك القدوة الحسنة بكل تجلياتها ، كان عليه السلام خليفة أبيه ووصيه والقائم بالإمامة من بعده , روى عنه ما بقي من الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء المسلمين وفقهائهم وصار بالفضل علماً لأهله تضرب به الأمثال وتصدر بوصفه الآثار والأشعار. فلو قاربنا بين سيرة ومسيرة الامام الحسين بن علي عليهم السلام ومسير ونفي الأمام الرضا عليه السلام من المدينة الى خراسان كان هو نفسه في حكم المنفي والمقصى , والمستبعد بعد ان كان مضطهداً من الحكم العباسي في مدينة جده صلى الله عليه وآله وسلم, فكان النفي سياسيا ودينيا واجتماعيا لإخماد صوت الامام الرضا عليه السلام ومنع وصول اتباعه إليه , فودع كَل أهل بيته ولم يأخذ منهم احدا معه الى خرسان.فكان هدف الائمة عليهم السلام واحد هو الحفاظ على الدين الاسلامي الحنيف ونشره , وبهذا النفي رفرفت راية اهل البيت عليهم السلام وهي راية الهدى والحق والعلم على أرض خرسان وبلاد فارس بأكملها باستعماله أسلوباً متميزاً لبث علوم أهل البيت عليهم السلام، فعندما استُشهد الامام موسى بن جعفر عليه السلام مسمومًا مظلوما في سجون بني العباس سيطر جوٌّ عامّ من القمع على البلاد الخاضعة للسّلطة العبّاسية، فقتل بنو العباس العلويين اما باغرقهم في دجلة والفرات أو دفنهم أحياء في بغداد والكوفة . ففي سيرته عليه السلام نرى الأخلاق والصدق والعفة والامانة والشجاعة تهيمن على تحركات الأمام وتصرفاته في المجتمع, والإمام لم يكن عالما بالفقه والعلوم الدينية فحسب وانما في الطب واللغات وكل العلوم والمعارف, وأسس مَدرسة علمية فكرية متكاملة, وتعامل مع الحكم العباسي بذكاء وحكمة, وأنقذ محبيه وشيعته من سَطوة الحكم العباسي وأتخذ قرارات عقلانية وصحيحة بعيداً عن السعي وراء السلطة.