أثر التصوف على المجتمع المصري في عهد الدولة المملوكية -دراسة تاريخية-(658– 923 هـ)

المؤلفون

  • نصر عبد الباقر محمود صالح مديرية تربية بابل/قسم تربية كوثى

الكلمات المفتاحية:

التصوف، الصوفية، الطرق الصوفية، الدولة المملوكية، المماليك

الملخص

لم تنظم الحركة الصوفية حتى مطلع القرن الرابع الهجري نفسها، لكنها أخذت بعد هذا التاريخ، لا سيّما في البلاد الصديقة للإسلام تنظم طرائق مختلفة، إذ قام كبار الصوفية بأتباع طرق وتعاليم خاصة، وألتف حولهم أتباعهم، فعاشوا جماعات في الخانقاهات والتكايا يتبعون تلك الطرق، والأتباع بعدهم يؤسسون فروعًا في أراضي ومدن وبلدان أخرى. وقد شمل بلاد الشام ومصر نصيب من ذلك النشاط، وتكوين مع الزمن (اخوات) كبيرة أو صغيرة لها مشايخها ومدارسها المستقلة ولباسها وشعائرها وتكاياها وأنهارها الذين لا يتلقوا العلم إلا من مشايخ طريقتهم، ولا يرجعون إلا إليهم في التوجيه الروحي، ورافق التنظيم الطرائقي للمتصوفة تطوير في معتقداتهم، رتبت لفلسفة دينية معينة. وقبل أن تتركز هذه الفلسفة في أراء محي الدين بن عربي الأندلسي (ت 638 هـ) التوحيدية، فإنها تذبذبت بين أخطار عدّة. واختلف العلماء حول تعريف الصوفية والتصوف، وله معان كثيرة مأخوذة من مادة (صوف)، وتسمية الصوفية هو الاسم المشهور الذي يشمل كل فرقهم، وقد ساهمت العوامل السياسية في نمو وظهور التصوف في العهد المملوكي وتطوره، وتكونت الطرق الصوفية وتفرعت وانتشرت في عهد الدولة المملوكية، وتغلغلت في أوساط الشعب والخاصة على السواء، وتعددت أسماؤها واعترفت بها الدولة. ولكل طريقة صوفية قواعدها الخاصة بها، ولكنها كلها تتفق في التنافس على اجتذاب المريدين والمعتقدين، وتعطى العهود بمراسم مختلفة، وبها ينخرط المريدون والأتباع في تلك الطرق، مع الرقص والذكر والزي الخاص بكل طريقة لتتميز عن الأخرى. ومن أمثال تلك الطرق الصوفية: القادرية، والرفاعية، والشاذلية، والبدوية، والدسوقية، والنقشبندية، والقلندرية، وكانت أماكن لتواجد المتصوفة ومراكز ثقافية وأداة لنشر الحركة الفكرية. وبدخول العوام في التصوف شيوخًا ومريدين، وتكوينهم طرقًا صوفية، كانت المبالغة في الشعوذة ودعاوى الكرامات، وفى إضفاء صفات التقديس والتأليه على الشيخ الصوفي بقدر ما أهملوا التصوف النظري الفلسفي  

التنزيلات

منشور

2023-08-17