دينار نادر للسلطان السلجوقي طغرلبك (429-455هـ / 1038-1063) في المتحف العراقي

الملخص

إن دراسة النقود الإسلامية من الدراسات الحديثة والمهمة والتي بدأت في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وقد احتفظت المتاحف العالمية بها، وأصبحت تعرض في هذه المتاحف كغيرها من الأثار الأخرى، وحسب تسلسلها التاريخي أو حسب الملوك أو الأمراء. وقد أهتم الباحثين والدارسين لدولة ما بها، لأن من خلالها كشفت لنا الكثير من المعلومات المهمة التي كتبت خطئًا في المصادر التاريخية، أو أغفلت عنها هذهِ المصادر، ولدينا الشواهد الكثيرة على ذلك، واعتمدها الآثاريين والباحثين، لأنها وثيقة صادرة من الخلافة (أي الدولة) فلا تقبل الخطأ، كما حظيت النقود باهتمام خاص في الدولة الإسلامية، واهتمت الشريعة الإسلامية بها في مجال العبادات والمعاملات، وذلك لاتصال النقود بالزكاة والصداق والعقود والوقف والديات وغيرها، ومن خلالها نستطيع أن نتعرف على النظام السياسي للدولة، وكذلك من خلال مدن ضرب النقود نستطيع أن نعرف الحدود الجغرافية لكل دولة والأقاليم التي انفصلت عنها. يعد هذا الدينار المحفوظ في المتحف العراقي من الدنانير النادرة والمهمة في القرن الخامس الهجري والذي سك لسبب اعلامي مهم يعود للعصر السلجوقي وذلك لإعلان المعاهدة السياسية التي وقعت بين السلطان السلجوقي طغرلبك وأمير مدينة اصفهان فرامرز سنة (٤٣٩ ه) وهذا الأمير اتبع إلى حكم السلاجقة والى الخلافة العباسية في عهد الخليفة القائم بأمر الله، وذلك من خلال نصوص الدينار التي نقشت عليه. وقد قمنا بدراسة الدينار دراسة علمية من حيث النصوص وتحليلها والجوانب الفنية للدينار اي الوزن والقطر وغير ذلك، وقد توصلنا إلى نتائج ايجابية مهمة وهي الغاية من دراسة النقود الإسلامية وما ينتج عنها من معلومات قد تكون لم تذكر في المصادر التاريخية.