لقاء الغار بين النبي وجبرائيل/ دراسة تاريخية تحليلية في ضوء مصطلح الفراغ الروائي

المؤلفون

  • رزاق حسين عبد معين جامعة بابل/ كلية التربية للعلوم الانسانية

الكلمات المفتاحية:

غار حراء- الفراغ الروائي- ما اقرأ

الملخص

كانت الجوانب الروحية الخاصة بالنبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله) مبهمة الماهيّة للغالبية العظمى من المعاصرين له. وحضي بالاحترام والثناء قبل أن يصدع بالدعوة الى الله()؛ كونه معروفاً بصدقه وامانته عند عموم المجتمع المكي . وهم في الواقع مجتمع وثني متعلق بعالم المال والاعمال ليس الا. لكن ما إن مسّ وجوده الانساني والعقدي ودعوته الصادقة جوهر الوجود الوثني والشركي للمجتمع، حتى انبروا للتشكيك فيه باي طريقة متاحة بغرض النظر عن مدى تطابق الاساليب تلك مع شرف الخصومة. ومن بين اكثر الاتهامات اهمية هي محاولة الحط من عبقرية النبي واستهداف نجاحه الساحق في جذب الناس الى صفه، إذ لم يجدوا بداً امامها إلا أن يشككوا فيه باتهامه بالأمية وعدم القراءة والكتابة، فهي من الصفات المعيبة بالنسبة لعامة الناس فكيف اليه هو!!. ولاجل اركاز هذا الامر به كان لا بد من اتقان هذا الاتهام على نحو يبدو مقنعاً للمتلقين، فأُستغِل المنع من التأويل القرآني اداة لإثبات الاميّة؛ وذلك بالاتكاء على ظاهر الآيات القرآنية (التي تحتاج إلى تأويل لفهمها ووضعها في اطار فهم عقلي مقبول). فكانت تلك الآيات كفيلة بهذا الاثبات المشوه. اما وعلى الجانب الاخر فقد استعملت نصوص روائية بأسنادها الى اشخاص محل احترام شريحة مهمة من المسلمين، إذ استغل مقامهم عند الناس؛ لاركاز هذا الامر مثل السيدة عائشة التي تفردت صحبة عروة بن الزبير (ابن اختها) ومحمد بن النعمان بن بشير براوية الحدث، ولم يثبت أن النبي كلمهم بالأمر وشرح لهم ماهيّة اللقاء ذاك. ولم يكن هذا الاتهام كافياً الا أذا جاء في سياق بيئة اجتماعية جاهلة واميّة ، فهي جد مهمة لاجل توليد القناعة بان النبي لا يقرأ ولا يكتب وانه تأثر حتماً بتلك البيئة، فذكروا بأن عموم المجتمع العربي في مكة قليل ما كان يتعامل بالقرطاس، وقيل بأن الورق قليل ايضاً؛ تعزيزاً لهذا الفكرة. لكن الذي ثبت أن العرب- على الاقل- المستقرين منهم على الفة بالقراءة والكتابة، فهم امة تجارية لا يعقل البتة أن لا تدون بالمرة، فضلاً عن أن الخطاب القرآني كان صريحاً في التركيز على القراءة والكتابة اذ وردت اللفظتين وجذورهما مئات المرات. وايضاً ان هناك اثباتات روائية تشي بأن النبي امر بعض اصحابه بكتابة اسماء المسلمين الاوائل في مكة، مما يعني بشكل او بآخر أن الكتابة امر مألوف.  

التنزيلات

منشور

2022-11-30