البنية الدالة في شعر المعري

الملخص

تهدف هذه الدراسة النقدية الوقوف على (البنية الدالة في شعر المعري) وتعد هذه البنية أحدى المقولات أو أحدى الأدوات الاجرائية التي اتخذها Goldman غولدمان لبناء منهجه النقدي وهو (البنيوية التكوينية) متخذة من شعر المعري مجالاً تطبيقياً لها ، لكونه قدم نتاجاً شعرياً ضخماً ، ينماز بخواصه الادبية. لذا بحثنا من خلال هذه الآلية النقدية في النص الشعري من اجل اكتشاف العالم الداخلي لذلك الشعر ،من خلال آلية الفهم , الباحثة في النص الأدبي لاستخلاص الوحدة الموضوعية التي انبنى عليها النص وبذلك تتبعت البنيات المُلحة داخل النص التي شكل ظهورها نسقا بارزا انبنى عليها خطابه. وكان القسم الأول منها تحت عنوان البنيات المركزية , التي اعتمدت في ايرادها على القاعدة اللغوية , وعلى أساس كثرة تواردها وتوارد معطياتها ودلالاتها , أما القسم الثاني منه فهو البنيات الهامشية ووسمتها بالهامشية لكونها أقل ورودا من سابقتها, وتشكل بورودها نسقا وانفعالات جمالية تضاف إلى بنية النص. وقد انمازت البنية الدالة في شعر المعري بخاصية الشمولية , فالسياق الكلي هو الأداة الرئيسة لفهم دراسة شعر المعري في ضوء قراءة واعية لمتنه الشعري , وتلك القراءة تهتم بالبنيات الدالة لنص المعري, مع الاهتمام بالصراع الطبقي والاجتماعي والعوامل الأخرى الفاعلة في صيرورة هذا المتن. إن ظهور التنوع الدلالي للبنيات النسقية في شعر المعري ومضمونه من بنية اغتراب وبنية عقلية ومنطقية وبنية دينية خير دليل على اندماج رؤيته الذاتية مع الرؤية المجتمعية, ونحولها إلى رؤية شمولية أكثر انسجام مع معطيات الرؤية العامة. وهذا ما يتوافق مع الطرح (الغولدماني) لمفهوم البنية الدالة .تتجلى أهمية البنيات الملحة في شعر المعري بوصفها نسقا دلاليا مهما هيمن على معظم نتاجه الشعري, لما لها من أهمية خطيرة وأبعاد أيديولوجية ودينية وسياسية في تلك المرحلة.بالرغم من هيمنة البنيات المركزية في المضمون الشعري للمعري, نجد في المقابل بنيات أخرى هامشية تختلف في المضمون الشعري بين نص وآخر, معبرة عن تجارب الأفراد وأمزجتهم, وأعطت للنقد الأدبي معيار التفريق بين البنيتين وتحديد الاختلاف والتشابه بينهما. تجلت اهمية البنية الضدية بفعل ما تؤديه من وظيفة في تحريك المستوى الإدراكي للمتلقي , والعمل على اقتناص الاختلاف والترادف والتناقض في المستوى الدلالي الواحد.تتجلى أهمية البنية الدلالية في شعر المعري من خلال البنية النقدية الساخرة والقادرة على التأثير في معطيات الواقع, فالنقد الساخر هو في حقيقته النقدية عامل أساسي في التفكير وعقلنة الأحكام. الداخلي لذلك الشعر ، من خلال بنيات نصية وبحالة مركزية وهامشية متمثلة في شعره .