القريةُ بوصفها بطلاً في روايةِ عُرس الزين ـ لطيّب صالح

المؤلفون

  • رائد كاظم صبر النافعي جامعة بابل كلية الآداب قسم اللغة العربية

الكلمات المفتاحية:

البطل، القرية، الزين، الريف، السودان

الملخص

تستحق الرواية السودانية اهتماماً خاصاً ، ليس لعمق ارتباطها موضوعياً بالريف إلى درجة التوحد التاريخي ، نشأة وامتداد ، وحسب وإنما نجدها ترسم للريف السوداني صورة خاصة متميزة . استطاعت الرواية السودانية أن تتجاوز كونها قضية اجتماعية ومهما أتسمت بشجاعة الرأي وجرأة النقد فأنها علامة تاريخية وموقف شجاع أكثر من كونها إنجازاً فنياً قابلاً للبقاء حياً ، ولقد صنعت الرواية السودانية قناتها الفنية الخاصة بها وإنها طليقة السراح مثل النيل في تلك البلاد، فضلاً عن ذلك أن روايات الطيب صالح المتعاقبة هي الأكثر شهرة في السودان .أما الخصوصية والتميز في الرواية السودانية فإنه يعني أمر آخر لا نكاد نجده في غيرها من مناطق النشاط العربي في المجال الروائي ، لأتساع الرقعة الجغرافية السودانية وتنوع الطبيعة ما بين الوادي والصحراء والغابة ، واختلاف الأصول والأعراق وامتزاجها مابين العربية والزنجية ، فضلاً عن مرحلة الاستقلال وما تبعها من صراعات لاسيما ما يرتبط بالجذور الدينية أو العشائرية أو العنصرية ، ربما كانت هذه العناصر مؤثراً ايجابيا في تأكيد الخصوصية والتميز للرواية السودانية عبر رحلتها ما بين القرية والمدينة . فكرة البحث قائمة على استجلاء معاني البطولة للقرية السودانية في رواية ( عرس الزين ) ورغم ان شخصية الزين هي الشخصية الرئيسة والبطلة في الرواية بشكلها المعلن للقارئ إذ يكشف البحث عن اشتراك البطولة بين البطل الرئيس زين (والقرية ) مكان أحداث الرواية من خلال ثيمات نصية أوجدها الراوي لتكون القرية حاضرة على مدار السرد وتناقل الأحداث مع ايجاد الترابط ودرجة التشابه بين البطل والقرية التي أتسمت بالطابع الواقعي تارة والعجائبي تارة . بمثابة أيقونة للحدث وحاضنة للشخصيات ، ولشدّة تعلق الراوي بالقرية جعل منها درّة مكنونة تحتاج الدقة في التتبع لاكتشافها . فالتمييز المكاني ليس كافياً بل كانت حساسية الراوي ودرجة صدقه في البحث أو الغوص وراء عناصر مميزة ولم يكن منساق وراء الأفكار والأنماط السائدة فهناك عوامل وسعة النظر جعل من القرية أن تكون بطلاً لرواية عرس الزين وكسر النمطية في إناطة دور البطولة للشخصية الرئيسة .  

التنزيلات

منشور

2022-11-30