السلطة في رواية (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم

الملخص

يتناول البحث موضوعة (السلطة)؛ بوصفها علائق إنسانية تحكمية متعددة في أنواعها، وطرائق تشكلها، وآليات عملها، والمبدأ التنظيمي الموجه لها. وهي بذلك تشكل منظومة ثقافية، تشتمل على أنماط من القوى المتصارعة، بين (الأنا) و(الآخر) بتجلياتها المختلفة، التي تنهض على أساس السيطرة والتحكم مقابل الخضوع والانقياد. قارب البحث رواية (عصفور من الشرق) للكاتب الكبير توفيق الحكيم؛ بعدّها متناً, أو مساحة لاشتغال موضوعة (السلطة)، وتأتي أهمية هذه الرواية التي كُتبت عام 1938م، من أنها الرواية العربية الأولى التي تعرّضت للعلاقات الحضارية بين الشرق والغرب، إلى جانب اكتنازها بمضامين ثقافية أساسية، حاولت رسم أنماط العلاقة (الكونية) التناحرية بين الغرب والعالم الإسلامي ، والعلاقات (الداخلية) بين أفراد شعبيهما ومؤسساتهما السلطوية، فضلاً عن واقعية الرواية إذ تُصنف على أنها من السرد (السير ذاتي), مؤلفها هو بطلها الذي عاش وقائعها ومشاهدها في (القاهرة/ مصر) وفي (باريس/ فرنسا) لتكون هاتان العاصمتان ممثلتين بارزتين للشرق والغرب، ولصيغ العلاقة (التسلطية) بينهما. تهدف الدراسة من مقاربتها للمتن الروائي، الكشف عن بنية (الثقافة المركزية الغربية)، ورصد علاقات الهيمنة وأنواعها التي تمارسها إزاء (الآخر) والنتائج المترتبة على ذلك. إن متابعة مسار الأحداث الروائية، وقراءة محمولها الثقافي (السلطوي) اقتضى أن تكون خطة البحث على محاور ثلاثة: المحور الأول: سلطة الحضارة، التي تفرعت إلى: 1- الاستعمار 2- الرأسمالية والاشتراكية 3- الزمان والمكان. والمحور الثاني، كان بعنوان: سلطة الدين، إذ ينقسم على: 1. الكنيسة . 2. السيدة زينب (ع). 3. نقد الفكر الديني . وشكلت المحور الثالث ، سلطة الغرام، التي انبنت على ثلاث لحظات: 1- لحظة الطُّهر. 2- لحظة الخطيئة. 3- لحظة الصدمة. وبهذا هيأت خطة البحث ، مسارا منسجما ونابعا من متن الدراسة ، وممثلا حقيقيا لها على مستوى الموضوعات وتراتبها؛ بملاحقة التطور النوعي لصور السلطة المتعددة في المنجز الروائي .