المنهج الفلسفي في النقد الادبي:قراءة فلسفية في مسرحية سارتر "لا مفر"

الملخص

استعرضت الدراسة فلسفات النقد المعاصر, فقد سادت أربعة مناهج فلسفية هي: الوجودية والماركسية والنفسية والبنيوية والتي تنقسم إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية: الواقعية والمثالية والوجودية. دمج جون بول سارتر العديد من حججه الفلسفية مع الادب. وفي عمله المسرحي " لا مفر" قام سارتر برسم تصورا للحياة بعد الموت، حيث يتم عقاب ثلاثة اشخاص موتى بوضعهم في غرفة واحدة. إن هذه المسرحية هي مصدر الاقتباس الشهير لسارتر والمُفسَّر بشكل خاطئ "الجحيم هو الاخرون". يكشف العمل المسرحي هذا ان حرية المرء مقيدة بنظرة الآخرين. وبما أن سارتر يرى أن الوجود يسبق الجوهر، فإن الموضوعات الرئيسية للمسرحية تدور حول الحرية, لكن بالإضافة إلى حرية الاختيار هذه، هناك أيضًا المسؤولية المطلقة, حيث ان الانسان مسوؤل عن أفعاله بشكل تام, لكن يميل الافراد إلى تجاهل هذه الحرية والمسوؤلية بسبب الخوف والقلق من تلك المسؤولية الكبيرة. يناقش الكاتب من خلال عمله المسرحي"لا مفر" العديد من الموضوعات الوجودية التي تم تناولها في دراسته الفلسفية "الوجود والعدم" حيث ركز النص وبشكل واضح على فكرة "النظرة والآخرين"، و"الذاتية التنافسية"، و"سوء النية" ( خداع الذات)، و"الموضوعية". ان فلسفات النقد هي دراسة فلسفة اندفاعات الناقد الضمنية والصريحة. وهكذا ، فإن الوجودية ليست فلسفة واحدة ، بل هي فلسفات تجعل الوجود يسبق جوهره حيث ترى ان الإنسان يثبت وجوده عندما يستطيع التفكير والتخطيط والإبداع, حيث يؤكد الكاتب حريته من خلال كتاباته والتي تعد بمثابة تحقيق لخطة حياته ذاتها. ليست الوجودية وحدها هي التي تتناول النقد الأدبي بهذه الطريقة، فقد وصف وحكم نقاد آخرون مثل جيتان بيكون وبيير هنري سيمون على أخلاقيات الكاتب الذي كانوا يدرسونه من خلال فلسفات مختلفة.