المقاطع المرفوضة في العربيَّة أنواعها، ومعالجاتها
الكلمات المفتاحية:
المقطع، المرفوض، النوع، العلاجالملخص
ما يميّز اللغات الإنسانية أنّها تتماثل في صفات أكثر أصواتها، وفي مخارج هذه الاصوات، إلا القليل منها، غير أنّها تكاد تختلف اختلافا واضحا في تشكيل مقاطع تلك الأصوات، فما اشتهرت به العربية مثلا أنَّ مقاطعها لا يمكن أن تبدأ بساكن، كما يحدث في بعض اللغات الأجنبية، لهذا سعت العربية إلى اجتلاب همزة الوصل؛ للوصول إلى الساكن.
لقد تحدد للعربية مقاطعها التي تتشكل منها ألفاظها، وهي: (القصير، والطويل المفتوح، والطويل المغلق، والمديد، والمزيد)، على أنَّ (المديد، والمزيد) مقاطع وقف، لا يتشكلان في درج الكلام، إلا المديد الذي قد يظهر نادرا في بعض الألفاظ، كما في (الضالّين)، فإذا ما تشكلّت في العربية مقاطع صوتية تخالف هذه المقاطع سعت إلى حدوث تغيير في تشكيلها الصوتي؛ لتجعلها ضمن مقاطعها التي عاشت بها.
وفي العادة تظهر المقاطع المرفوضة في العربية إذا ما أريد أخذ صيغة من صيغة أخرى، كأن يُصاغ من المفرد صيغة جمع، أو صيغة نسب، أو صيغة تصغير، ونلحظها أيضا في إسناد الفعل لبعض الضمائر، وغيرها؛ لأنَّ في هذه الصيغ تحتاج إلى أصوات إضافية للصيغة المفردة، فيحدث أن يلتقي صوتان في مقطع واحد، أطلق عليه المتقدمون (التقاء ساكنين)، فيتشكل منهما مقطع غريب، مرفوض في العربية، فتسعى إلى التخلص منه بوسائل مختلفة، كالحذف، أو التقصير.
وجاء هذا البحث ليكشف النقاب عن بعض الصيغ اللغوية التي أصابها مثل هذا التشكيل المقطعي، على أنَّ البحث التزم في نقل رأي المتقدمين في تشكيل المقاطع المرفوضة في العربية أولا، وتفسيرهم للتغير الذي ظهر فيها؛ ليعدلها من الرفض إلى القبول، ثم يجيء تفسير المحدثين لها، الذي يخالف المتقدمين في كثير ممّا ذهبوا إليه، وقد انتهى البحث بمجموعة من النتائج التي ثُبِّتت في نهايته.