الصراع على السلطة في سيراليون 1961ـــــ 1991

الملخص

تبلورت الحركة الوطنية في سيراليون وظهرت الاحزاب خلال مدة الاستعمار البريطاني وفتحت الحرب العالمية الثانية لشعب سيراليون نافذة على العالم الخارجي، فأطلعت على التطورات الحديثة والانظمة السياسية الاوربية، فشهدت سيراليون عملية انتقال ناجحة وسليمة للسلطة، من الاستعمار البريطاني الى النخبة الوطنية في عام 1961، واثبت رئيس الوزراء ميلتون مارجاي انه بارع بشكلٍ ملحوظ بتثبيت نفسه في السلطة، وخلق اسلوباً جديداً للإدارة دون الاخلال بتوازن القوى السياسية، التي استندت اليها حكومة سيراليون بعد الاستقلال، واستمر في السلطة حتى وفاته عام1964، فخلفه اخوه البرت مارجاي رئيساً للحكومة، لتظهر الخلافات بين النخب السياسية بصورة اكثر تحديدا بين حزب الشعب السيراليوني وحزب المؤتمر، حتى تجلت بأوضح صورها في 8 شباط 1967،عندما أعلن ألبرت مارجاي اكتشاف مؤامرة للإطاحة بحكومته، وفي 21 آذار 1967 حدث اول انقلاب على السلطة، وبعد يومين حدث انقلاب مضاد، لتهتز العملية الديمقراطية في سيراليون، وتنتهي بإعلان الحزب الواحد على يد سكايا ستيفنز عام 1978، وخلال هذه المدة عاشت سيراليون في ظل المحسوبية والقمع والعنف، وبحلول الوقت الذي تقاعد فيه الرئيس ستيفنز في عام 1985، كان قد أجرى سلسلة من التعديلات الدستورية، التي سمحت له باختيار ضابط عسكري سيراليوني يُدعى جوزيف سيدو موموه ليحل محله، كان نظام موموه استمرارًا لديكتاتورية ستيفنز وسوء إدارته، وبحلول نهاية عام 1990 كانت سيراليون متهيئة لخوض "حرب قذرة" استمرت لأكثر من عقد من الزمن راح ضحيتها الاف المدنيين والابرياء تحت مطرقة الحكومة وسندان الجبهة المتحدة الثورية، وكانت الظروف السياسية والاقتصادية القاتمة في سيراليون مواتية للجبهة المتحدة الثورية لشن حرب عصابات.