العـــــلامة في الحضــــــــــارات القديمة
الكلمات المفتاحية:
دراسات انسانية، تاريخ قديمالملخص
كان المعنى وما زال موضع اهتمام علماء العربية من لغويين وبلاغيين ونحويين ومفسّرين ونُقّاد وفلاسفة ومناطقة وأصوليين وفقهاء ، فالمعنى هو الأساس الذي تبنى عليه أية دراسة لغوية جادّة . إن كل دراسة في أي فرع من فروع اللغة إنما تهدف إلى فهم المعنى وإدراكه ، وقد أصبح للمعنى مستوى من مستويات التحليل اللغوي أطلق عليه المستوى الدلالي تصب فيه روافد الدراسات اللغوية من صوت وصرف ونحو لذا يعد المستوى الدلالي من أجلّ علوم اللغة وأدقّها.ويرى البحث العلمي أن الدلالة هي عملية ذهنية متصورة قائمة على الارتباط والتكامل بين اللفظ والمعنى للوصول إلى المحصلة النهائية التي تمثل غاية الفهم اللغوي(1).لقد بذل علماء العرب والمسلمين جهوداً جبارة في مجال البحث الدلالي ، يقول فيشر : (( إذا استثنينا الصين لا يوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته ، وبشعوره المبكر بحاجته إلى تنسيق مفرداتها بحسب أصول وقواعد غير العرب)) (2).ويتجلى البحث الدلالي عند اللغويين والمناطقة والفلاسفة في الحديث عن دلالة اللفظ ويسمونها بالدلالة العامة ، ويصفون اللفظ حينئذٍ بأنه "كلي" مثل لفظة "شجرة" التي تطلق على كل ما في الكون من ملايين الأشجار ، فإذا تحددت الدلالة أو ضيّق مجالها قيل : إن اللفظ أصبح جزئياً (3) ، والفلاسفة يشتركون من حيث التنظير (( في تقسيمات الدلالة على الدلالة اللغوية ، والفلسفية ، والمنطقية ، أو في التقسيمات الأخرى للدلالة اللفظية إلى الدلالات الوضعية والطبيعة عند أرسطو وفلاسفة المسلمين ، في حين أضاف مناطقة العرب المتأخرون في تقسيماتهم ابتداءً من القرن السابع الهجري على هاتين الدلالتين الدلالة العقلية))(4).أما ملامح البحث الدلالي عند الغربيين فتتجلى في نشأته عند اليونان،وفي الشرق كان الهنود، ويكاد الباحثون يجمعون على (5) ان الدراسات التي تحمل عنوان ( علم الدلالة) والتي ظهرت في القرن التاسع عشر ، وبالتحديد عام 1883م حين أصدر العالم الفرنسي ( ميشال بريال ) رسالته الموسومة ( بحث في الدلالة ) هي بداية البحث الدلالي المنظم ، إذ عُني فيها ببحث الدلالة في بعض ألفاظ اللغات القديمة التي تنتمي إلى الفصيلة الهندية- الأوربية . وإن ظهور المدرستين اللغويتين ( المدرسة البنائية أو البنيوية) و ( المدرسة التوليدية التحويلية ) كان له الأثر الواضح في إرساء دعائم البحث الدلالي عند الغربيين ويعد دي سوسير صاحب المدرسة الأولى ورائدها الذي أسّس قواعد علم اللغة الحديث (اللسانيات) من خلال محاضراته في علم اللغة العام.التنزيلات
منشور
2022-11-08
إصدار
القسم
Articles