مفهوم الاتصال ( Communication) البعد النفسي والاجتماعي أنموذجاً

المؤلفون

  • بدر ناصر حسين

الكلمات المفتاحية:

دراسات انسانية، اعلام

الملخص

ينظر علماء الاتصال إلى مفهوم الاتصال او الظاهرة السلبية ، إلى ان مركب أو وسيلة ترحل من خلالها وبواسطتها عمليات التفاعل في المجتمع ، وهذه الظـــــــــاهــرة لا تــــــــعـد كونـــــــــــــــــها تمثــلاً لآيــــــة عمـــــــلية اجتمــاعية ، فــــــــالاتصـال ( Communication ) ، يجسد أي شكل من أشكال الممارسة الاجتماعية في بنائها للأدوار والرسائل والمقاصد ، لقد عمل الغرب على الاستعانة بالاتصال لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية ، وكان توظيف الاتصال من أبرز الأنشطة للغرب في توجهه نحو العرب ، مثلما أول من أنشأ هيئات الاتصال عند دخوله هذه الأقطار. والغرب الآن يوجه وينظم عمليات الاعلام, بوصفه العصب الاساس للاتصال، ويسيطر عليها . لذلك فرضت الثقافة الغربية وخلال ثلاثة قرون جميع أنماط السيطرة على العالم ، فهنالك نزوعاً عالمياً جلياً نحو التمركز والتخصص في التقنية والاندفاع نحو التحديث وقد أدى هذا إلى الإفادة القصوى مما تقدمه التطورات الهائلة والتركيز المتعاظم لوسائل الاتصال . والعولمة الإعلامية تعد النتيجة الحتمية للثورة الاتصالية والتطور المذهل في وسائل الاتصال.إن المجتمعات الإنسانية لطالما انتظرت الكثير في العلم والثقافة ما سمي بالطلب الاجتماعي ( Social Demand) ولهذا فان دور تعميم الثقافة العلمية خارج المدرسة ، ومؤسسات التربية والتكوين والبحث أصبح مطلباً ملحاً، كما سعى المجتمع إلى إثراء علاقات التخصيب والتلقيح المتبادل ، والتقاطع بين كل مكوناته المنظمات العلمية والثقافية ) ، إن علم الاتصال يحمل من السعة والشمول ما يجعلنا عاجزين عن كف الإفادة منه لمجاميع العلوم والتخصصات . إن تعدد الحاجات وأساليب إشباعها عبر التطور التاريخي لحياة الإنسانية ، وظهور المشكلات التي تواجهه ، قد تدفع الفرد تحت ضغط الحرص على بقائه ووجوده ، إلى تأكيد حقه بالاتصال الأمر الذي ينتهي به إلى تكوين المجتمع عن طريق الاتصال بالآخرين وعلى الطرف الثاني نجد تلك القوة التي تدفع هي الأخرى المجتمع ، وقد تكون تحت ضغط الحرص على انتظامه والتعبير عن ذاته إلى وضع وسائل للاتصال تتطور وتتحسن حتى تؤدي بالنهاية إلى إيجاد كيانات اجتماعية تتطور أكثر فأكثر فنخلق التوازنات التي تنشأ بين الفرد والمجتمع ( ) . فيرى احد الباحثين انه ( لولا الاتصال بين الأفراد لما وجدنا وشائج تربط بينهم ، ولما وجدنا مجتمعاً إنسانياً أو ثقافة إنسانية ، بأي شكل من الأشكال ، ولأمسْت حياة كل فرد وكل مجتمع معزولة عن الأخرى ، وإن أحداً لا يستطيع أن يتصور الحالة التي تحياها الإنسانية لو لم تكن هناك عمليات اتصالية )( ) . ولذلك ظلت الشعوب تصارع من أجل تحقيق حق الاتصال ، حتى أصبح لازماً على ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ) أن يسجل في حادثة التاسعة عشرة للأول من عام 1948 حق الإعلام والاتصال ، بيد إن هذا الحق قد احتاج إلى ثلاثة قرون كاملة ، هي تلك الفاصلة بين اختراع جونتبرغ ، وبين فلاسفة عصر النور لكي يرسخ حق التعبير ويحتل مكانة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان( ).  

التنزيلات

منشور

2022-11-08