العلاقات البابلية - المصرية في العصر البابلي الحديث ( 626- 539) ق.م
الكلمات المفتاحية:
دراسات انسانية، تاريخ قديمالملخص
شهدت العلاقات البابلية - المصرية في العصر البابلي الحديث (626- 539 ق. م) توتراً وعداءً بسبب المنافسة التي حدثت بين الطرفين, من اجل السيطرة على بلاد الشام (بلاد حاتي في النصوص البابلية) لما تشكله هذه المنطقة من اهمية اقتصادية بالنسبة للدولتين لا سيما الدولة البابلية التي كانت بحاجة ماسة الى المواد الاولية كـ(الاخشاب والاحجار والمعادن) الضرورية التي تستخدمها في مشاريع البناء العمرانية التي قام بها الملوك البابليين هذا فضلاً عن ان الميديين ومن بعدهم الاخمينيين قد احكموا سيطرتهم على الطرق التجارية الواقعة في الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية ما يعني حرمان الدولة البابلية من مصادر المواد الاولية التي كان يحصل عليها الملوك الاشوريون من هذه المنطقة فيما مضى, لذا وجه كل من الملك نبوبلاصر وابنه الملك نبوخذنصر اهتمامه الى الجبهة الغربية (سوريا وفلسطين والساحل اللبناني وشرق الاردن) لتعويض هذا النقص الحاصل في المواد الاولية. ويبدو من مجريات الاحداث ان المصريين الذين كانوا يطمحون ايضاً في السيطرة على المنطقة قد ادركوا من الوهلة الاولى تطلعات الملك البابلي نبوبلاصر تجاه بلاد الشام لذا وقفوا مع الدولة الاشورية بكل ما يملكون من قوة من اجل انقاذ اشور من السقوط على يد البابليين والميديين ربما بموجب اتفاق تم بين الطرفين غير ان محاولاتهم هذه ذهبت ادراج الرياح, اذ نجح البابليون مع حلفائهم الميديين في القضاء على الدولة الاشورية . وبعد ذلك قام البابليون باحكام سيطرتهم على منطقة بلاد الشام من خلال الحملات العسكرية, التي قام بها كل من الملك نبوبلاصر والملك نبوخذنصر الثاني من اجل ضمان تبعيتها لدولتهم, والوقوف بوجه الاطماع المصرية فيها. حتى تمكن نبوخذنصر الثاني في احدى حملاته العسكرية من الحاق هزيمة نكراء بمصر ما اقنع فرعون مصر احمس الثاني بصرف النظر عن بلاد الشام ليتفرغ لاوضاع بلاده الداخلية المتردية لذا شهدت العلاقات السياسية اعتباراً من فترة حكم هذا الفرعون مع خلفاء الملك نبوخذنصر الثاني انفراجاً في العلاقة, لا سيما في فترة حكم الملك البابلي الاخير نبونئيد الذي شهدت فترة حكمه تقارب واضحاً بين الدولتين, وعلاقات صداقة وطيدة تكللت بعقد معاهدة حلف بين الطرفين من اجل الوقوف بوجه الاطماع الفارسية . لقد حاولنا من خلال هذا البحث تسليط الضوء على طبيعية العلاقات السياسية التي سادت بين الدولة البابلية والمصرية بالاعتماد على ما ورد في النصوص التاريخية القديمة, والتي يبدو من خلالها ان العامل الاقتصادي كان له دور مهم في اندلاع العداء بين الطرفين, وفي الختام ارجو ان اكون قد وفقت في عملي المتواضع هذا, ومن الله التوفيق.التنزيلات
منشور
2022-11-08
إصدار
القسم
Articles