الأسس النظرية لنقد النقد
الكلمات المفتاحية:
دراسات انسانية، لغة عربية، نقدالملخص
يبدو جليا، أن ممارسة الأدب والفن أسبق من الوعي بمصطلحاته و مفهوماته، و في الوقت نفسه يبدو أن الإحساس بمراجعة الأدباء الأدب، قد رافق عملية إنتاج الأدب تلك، و بذلك "فانه يمكن إرجاع البدايات الأولى لنقد النقد إلى زمن بواكير التشكل الأول للنقد نفسه" ( ). و إن نقد النقد لازم التشكل الأول للنقد الأدبي، كما يذهب إلى ذلك الناقد باقر جاسم محمد، الذي عد "نظرية أرسطو في المحاكاة البذرة الجنينية الأولى التي وصلتنا مما يمكن عده نوعا من نقد النقد النظري غير المباشر على نظرية أستاذه أفلاطون في المثل، التي وردت في كتابه (الجمهورية)، إذ يجعل الصفتين (النظري)، و(التطبيقي) بين قوسين لان الفكر النقدي في تلك المرحلة التاريخية المبكرة لم يكن قد عرف نقد النقد ناهيك عن تصنيفه إلى نظري وتطبيقي" ( ) . أما نقد النقد عربياً "باعتباره نشاطا فكريا نوعيا، فهو قديم في مادته حديث في مصطلحه، له علاقة بكثير مما دارت حوله مناظرات العرب القدامى و مساجلاتهم، من قضايا أدبية و بلاغية و نقدية نظرية و تطبيقية لم نشك في دلالتها" ( ) . غير أن ممارسة نقد النقد ظلت مفتقرة إلى الوعي بمفهومه، و التنظير بحدود مادته المعرفية، يقول أحد الدارسين: " و لئن كان شيء من كل هذا مبثوثا بين طيات الكتب في الماضي، فان حصوله بضرب من الوعي الواضح، بل و بشيء من الوعي الحاد أحيانا في المنهج الحديث، هو الذي حول القضية إلى سمة بارزة ضمن سمات الوضع المعرفي الراهن، و لأول مرة يتبلور ضمن متصورات النظرية النقدية و بين جداول قاموسها الاصطلاحي" ( ) . إن فحص الأدبيات المتيسرة لدينا يظهر أن وجود مصطلح (نقد النقد) الذي تأخر ظهوره نسبيا، لم يرافقه عمل نظري كاف يفصح عن ماهيته، و يؤكد سماته الخاصة. وماانفك السؤال قائما بشأن الوعي بمصطلح (نقد النقد)، و الإحاطة به و تعريفه، وصولا إلى حصر حدوده، و فك الالتباس الحاصل بينه و بين الحقول المعرفية الأخرى، لاسيما النقد الأدبي الذي توسعت مساحة التأويل فيه ليكون محط اهتمام نقد النقد بوصفه كلاما " في النقد يمثل، سواء أكان في شكل صياغة معرفية مكتملة أم شبه مكتملة، ضربا من القراءة المواجهة لقراءة أخرى، مواجهة لا يمنع اختلاف درجاتها حدة و لطفا و بلوغها مرات كثيرة حد التملق و التزلف، مصادمة النقد فيها للنقد الآخر، من ثمة اتساع التأويل و الشروح و التفاسير و اختلاف التصورات و المقولات و الخلفيات الفكرية و المنهجية، الحافزة على أن يصبح نقد النقد حفرا في كيان النص النقدي و إقامة من ثمة في قلب التأويل" ( ) . إذن، يمكن القول إن من الأمور المسلم بها منهجيا، أن تعريف المصطلح أو المصطلحات الذي تدور حولها الكتب و الأطروحات و الرسائل الجامعية و الدراسات التي تنشر في المجلات المحكمة و المتخصصة، و تأصيل مفهومها، و ملاحقة العوامل المحفزة لظهورها؛ جزء مهم، وأصيل من أي بحث علمي، بيد أن ذلك لم يحصل، لا سيما في أغلب تلك المؤلفات التي تزعم الخوض في نقد النقد صراحة، أو تضعه عنوانا لمؤلفاتها، إذ لم تفرد تلك الدراسات، و الكتب تعريفا لنقد النقد، و ماهيته، و غايته، و إجراءاته إلى درجة "بدت وضعية نقد النقد في عصرنا مثيرة للسؤال من وجوه عدة، فأكثر من ناقد ينبه إلى وجود نقد النقد، و يحدد موضوعه، و علاقته بالنقد و يذكر فعله في أنساقه و دوره في مراجعته وتقويمه . . . غير أن ذلك لم يقر لنقد النقد موقعا بارزا في مجال الفكر، و لم يوسع عملية التعريف به، و لم يهيئ جهازا نظريا يوضح البنية المفهومية و يحدد معالمه ويكشف عن عوامل ظهوره وحوافزها" ( ) . و هذا يعني أن منزلة نقد النقد ما زالت بحاجة لجهود الدارسين لتأصيلها, وإرسائها على أسس علمية رصينة . و ثمة من يذهب إلى أن "الكتابات في مجالات نقد النقد على كثرتها و تنوعها، قد بقيت حتى الآن تدور في فلك النقد الأدبي، و الرد على مزاعمه النظرية والتطبيقية، و لم تنهض بما يجعل منها نظرية مستقلة عن النقد الأدبي و ذلك على الرغم من وجود عدد كبير من الدراسات و المقالات التي مارست نقد النقد و وضعت مصطلح (نقد النقد) في عنواناتها، أو أشارت إليه في متونها" ( ) . و من تلك المؤلفات والدراسات نذكر: ـ (النقد والنقاد المعاصرون) ( ) .ـ (محمد مندور و تنظير النقد العربي) ( ).ـ (نقد النقد، رواية تعلم) ( ). ـ (مساهمة في النقد الأدبي) ( ) .ـ (من إشكالات النقد العربي الجديد) ( ). ـ (نقد النقد و تنظير النقد العربي المعاصر) ( ) . ـ(النقد الأدبي العربي الجديد في القصة والرواية والسرد) ( ). ـ(مرايا المتخالف،مقاربات نقدية في الفكر العربي المعاصر) ( ).ـ(تحليل الخطاب الأدبي على( كذا ) ضوء المناهج النقدية الحداثية، دراسة في نقد النقد) ( ) .ـ(المقاييس الفنية في نقد النقد الحديث) ( ) .ـ (نقد النقد في التراث العربي كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر نموذجا) ( ) .و من الأطروحات و الرسائل الجامعية التي تصدت لموضوع نقد النقد نذكر :ـ (عبد الجبار عباس ناقدا) ( ) .ـ (عناد غزوان ناقدا) ( ) .ـ (جلال الخياط ناقدا) ( ) . ـ (فاضل ثامر ناقدا) ( ) .ـ (لغة النقد الحديث في العراق ـ النصف الثاني من القرن العشرين ـ) ( ).التنزيلات
منشور
2022-11-08
إصدار
القسم
Articles