مكة في ضوء كتاب حياة محمد للمستشرق الفرنسي أميل درمنغم (دراسة نقدية)

الملخص

ركز البحث على دراسة مدينة مكة، ودورها المتميز في المدة التي سبقت الاسلام، ما بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، فهدف البحث إلقاء الضوء على المؤثرات الداخلية والخارجية التي انعكست أثارها على مكة، ليستغلها سكان مكة بشكل صحيح لتصبح بعد ذلك قبلة الأنظار سيما في الجانبين الديني والاقتصادي آنذاك، فضلاً عن العوامل المباشرة وغير المباشرة التي تمكن مكة من الإفادة منها بتفوقها على غيرها من المدن العربية الأخرى التي كانت تنتشر في أجزاء الجزيرة العربية الأخرى؛ لذا كان السبب في وجود هذا البحث لتقديم قدر بسيط من المعلومات للدارسين عن أفكار المستشرقين عند دراستهم لمدينة مكة التي كانت إمبراطورية تجارية مزدهرة، أشارت لها كل المصادر التي درست تلك الحقبة التي سبقت الاسلام.

        جاءت دراسة درمنغم لهذه المدينة بوصفه واحد من المستشرقين الذين قاموا بدراسة أرض العرب، وتحديداً المدينة التي انطلق منها الدين الاسلامي إلى العالم أجمع، إذ أن تاريخ الأمم والشعوب متصل الأحداث ومتداخل، فإذا ما اراد دراسة التاريخ الإسلامي يتوجب عليه دراسة ماضي العرب العتيد الممتد عبر الأزمان.

        لذا تناول درمنغم في دراسته هذه آراء عديدة سلط فيها الضوء على الجوانب المختلفة التي تخص مكة، منها: ما يتعلق بالجانب السياسي وطبيعة القيادة التي كانت سائدة وقائمة فيها، فضلاً عن تناوله الحياة الاجتماعية، فقد ارتبطت مكة في ثلاث قبائل، وهي: جرهم وخزاعة ومكة، إلى جانب ذلك ركز درمنغم على الجانب الاقتصادي الذي عمل فيه أهل مكة، سيما الجانب التجاري الذي احتل القمة عندهم مستفيدين من موقع المدينة وأهميتها الدينية، والتزامها الحياد وعدم دخولها بالصراعات التي كانت تنشب بين القوى الصغيرة أو المتنفذة في الجزيرة العربية، فضلاً عن الإجراءات التي قام بها زعماء مكة آنذاك وشجعت العرب في القدوم إليها.