المقاصد القرآنية دراسة معاصرة
الكلمات المفتاحية:
المقاصد ــــــ القرآنية ـــــ المعاصرة ــــــ الضرورية ـــــــ الحاجية ـــــــ التحسينيةالملخص
عند البحث في موضوع المقاصد القرآنية, أبان البحث أن مادة (قصد) في الاستعمال العربي, وبعد استقرائها في المعجمات اللغوية تبيّن أنها تدل على معانٍ مشتركة ومتعددة, إلا أن الغالب عند إطلاقها انصرافها إلى الشيء والتوجه نحوه. ومصطلح المقاصد في الغالب يضاف إلى الشريعة وهو المشهور، كما يضاف إلى القرآن الكريم. ورغم كون مقاصد القرآن أعم وأشمل من مقاصد الشريعة؛ فهي الأصل، ومقاصد الشريعة فرع، إلا أن مصطلح مقاصد الشريعة هو الأشهر والأكثر دراسة وبحثا وتصنيفا عند العلماء منذ القديم و إلى اليوم. وإن مقاصد القرآن الكريم هي ما دارت عليها سور القرآن الكريم وآياته تعريفاً برسالة الإسلام, وتحقيقاً لمنهجه في هداية البشر. وهي التي تبيِّن مراد الله جل وعلا في أحكامه وتشريعاته مما فيه مصلحة للمكلفين في دنياهم وأخراهم. وإن للمقاصد القرآنية أهمية كبيرة تكمن في ضبط العملية التفسيرية, فهي المعيار الذي يضبط عملية التفسير, كما أن معرفة مقاصد القرآن هي السبيل لفهم محاور الرسالة القرآنية, ومن أهميتها أنها تعين على التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل واستخراج أسراره وحكمه. كما أن نشأة المقاصد القرآنية ليست بالحديثة, فهي مرّت بمراحل عدة, فموضوع مقاصد القرآن الكريم ومحاوره طرقه الأوائل في مقدمات تفاسيرهم وفي مصنفات مفردة, كما تناوله المتأخرون في مقدمات تفاسيرهم وفي دراسات مستقلة. كما بان للبحث أن مقاصد القرآن الكريم أوسع مدلولاً من حيث قضاياها ومحاورها مقارنةً مع مقاصد الشريعة. وأن هناك أقساماً كثيرة للمقاصد, وجاءت بعدة اعتبارات, منها باعتبار رتب المصالح التي جاءت الشريعة بالمحافظة عليها, ومنها باعتبار مرتبتها في القصد, وأيضاً تقسم من حيث الشمول فمنها عامة ومنها خاصة ومنها جزئية وغيرها, وهذه المقاصد لها خصائص وسمات كثيرة, فهي ربانية المصدر, وتراعي الفطرة وحاجة الإنسان, والعموم والاطراد, وأنها تمتاز بالثبات والتوافق والإنسجام وهي عامة للبشرية.