النهج السياسي للخليفة علي(ع) مع معارضيه دراسة في ضوء نهج البلاغة

الملخص

الحمد لله الأول بلا أول كان قبله , والآخر بلا آخر يكون بعده , وصلى الله على محمد خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين وال بيته وصحبه أجمعين وبعد ... إن أهم فائدة من دراسة التاريخ , هو العبرة من أخبار الماضي , والاستفادة منها في الحاضر , للعمل على ازدهار المستقبل , والتاريخ الإسلامي لامتنا العربية , حافل بالكثير من رموزه السياسية وقادته الكبار , الذين غرسوا وثبتوا ونشروا مبادئ الدين الإسلامي الحنيف على رقعة جغرافية ضمت أهم ثلاث قارات في العالم آنذاك (آسيا , وأفريقيا , وأوربا) وأسسوا أعظم إمبراطورية حكمت لأكثر من سبعة قرون من بعثة الرسول محمد (ص) حتى نهاية الخلافة العباسية سنة 656 هـ / 1258م . ومن بين أهم قادة الدولة العربية الإسلامية , أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)غنيٌ عن التعريف , لأنه تربى ونشأ وتعلم مفاهيم ومبادئ الإسلام , على يد مربيه وابن عمه الرسول محمد (ص) , الذي حكم في أهم مرحلة من مراحل تاريخ الدولة العربية الإسلامية التي تكاد تشبه إلى حدٍ كبير , الأحداث التي يمر بها العراق في الوقت الحاضر والتي تتمثل بالتوتر والاضطراب السياسي . ومن هذا المنطلق سعى الباحث إلى وضع هذه الدراسة المعنونة بـ (النهج السياسي للخليفة علي (ع) مع معارضيه , دراسةٌ في ضوء نهج البلاغة) , من اجل الاستفادة من أفعال وسلوك أمير المؤمنين علي (ع), والاستنارة بسيرته العطرة والاتعاظ بأقواله وأفعاله التي تعامل بها مع معارضيه السياسيين مدة خلافته, ونقلها للقراء عسى أن تحقق الفائدة المرجوة منها, وهو تحقيق الاستقرار السياسي, بالعمل من خلال نهجه السياسي بين أفراد هذا البلد, حكاماً ومحكومين ليعم السلام والتسامح , فيؤدي إلى النهوض بهذا البلد الجريح وعلى كافة الأصعدة, وهي الأمنية التي يبتهل بها كل العراقيين الشرفاء إلى الله عز وجل .