من مظاهر صعوبة الصرف العربي التشخيص والمعالجة

المؤلفون

  • إيمان سليم يوسف الجامعة المستنصرية – كلية الآداب

الكلمات المفتاحية:

مظاهر,صعوبة,الصرف العربي,معالجات

الملخص

       في أحايين كثيرة تنشأ بعض العلوم متداخلة مع غيرها؛ لأنها لا تكون قد اكتسبت قوامها، وماهيتها، ولا اكتسبت مصطلحاتها، ولا كامل أفكارها، في أول نشأتها، وتبقى تسير جنبا الى جنب مع علوم أخرى أوضح منها واوسع، واكثر مقبولية واهتماما. وهذا ما حصل مع الصرف العربي، الذي نشأ في ظل نحو العربية، حتى استقل منفردا منفصلا عنه على يد المازني ت 249هـ. ولأن ماهية الصرف التعامل مع بنية الألفاظ وأصولها وتفرعاتها، ولأن هذا الأمر يتطلب اختلافا في الرأي، تجاذبه:

  • الأفراد من جهة.2- والمدارس الفكرية اللغوية التراثية من جهة أخرى. 3- والاتجاهات اللغوية الحديثة، من جهة ثالثة

فأننا نلمس صعوبة اكتنفته في ميادين مختلفة، كما سيكشف عن ذلك هذا البحث، الذي يضع فرضية أن الصرف العربي تكتنفه صعوبات مختلفة، يرمي البحث الى إماطة اللثام عنها، وبيان الرأي فيها. تمهيدا لوضع الحلول لها؛ لبث الروح في هذا الدرس المهم.

إن دعوى الصعوبة هذه ليست حادثة اليوم، ولا هي من بَرَمِ الجيل الجديد بما ورثوه عن الأسلاف، بل هي دعوى قديمة، لمسنا صداها عند علمائنا الأوائل، ومنهم ابن جني ت392هـ، وصولا الى علماء اللغة المحدثين. وهذه الحقيقة كامنة لدى علمائنا الأوائل فهذا ابن جني يقول (كان من الواجب على من أراد معرفة النحو أن يبدأ بمعرفة التصريف، الا أن هذا الضرب من العلم لما كان عويصا صعبا بُدئ قبله بمعرفة النحو، ثم جيء به بعد ليكون الارتياض في النحو موطئا للدخول فيه ومعينا على معرفة اغراضه ومعانيه وعلى تصرف الحال). وهذا كلام صريح من عالم نحرير من علماء العربية، ملأ اسمه ومؤلفاته الآفاق، وهو يصف الصرف العربي بـ (العويص الصعب). إن الحديث عن صعوبة الصرف كثيرا ما تقترن بالحديث عن صعوبة النحو (والنحو والصرف من علوم اللغة يزعم أصحابهما أنهما قد نضجا حتى احترقا، والواقع انهما لم ينضجا ولم يحترقا بل ما زالا يطلبان المزيد من البحث والدرس، لتجديد شبابهما وتصحيح مفاهيمهما، وما اكثر ما يجد المرء في انظمتهما القديمة من اختلاف وتناقض)

        لذلك جلتُ في ما عنّ لي من مصادر وأبحاث تناولت هذا الجانب، ووقفتُ على الصعوبات التي لحقت بالصرف العربي عند القدماء والمحدثين وهي ليست قليلة،وتطرقت لبعض الحلول المذكورة، وتبدو المشكلة واقعية حقا، ونحن بحاجة الى دراسة هذا الموضوع دراسة جادة لعلنا نقف على حلول مناسبة لهذه الصعوبات، فنعيد لهذا النوع من الدرس اللغوي اللساني أهميته، ونقربه الى نفوس الدارسين،وهذا لا ينهض به جهد فرد، بل إن الأمر بحاجة ضرورية الى تشكل مجلس خاص وعلى مستوى المجمع العلمي، أو عقد ندوة خاصة، لاستعراض صعوبات الصرف العربي ووضع الحلول المناسبة لها. لذا أحببت تسليط الضوء على هذا الجانب بما أسعفني به ضيق الوقت، وقدمت هذه العصارة التي أتمنى أن تنال الرضا والقبول، في ما سطرت.واللهَ أدعو القبول لهذا العمل المتواضع.

التنزيلات

منشور

2022-11-29